اسم الکتاب : منتقد المنافع في شرح المختصر النافع - كتاب الطهارة المؤلف : ملا حبيب الله الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 300
و قال اللّه تعالى: لٰا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لٰا نِسٰاءٌ مِنْ نِسٰاءٍ عَسىٰ أَنْ يَكُنَّ[1] إلى آخره. انتهى.
و ربما يؤيّد هذا بأنّ الرجال هم القوّام بأمور النساء، كما قال: الرِّجٰالُ قَوّٰامُونَ عَلَى النِّسٰاءِ[2].
قال في الكشّاف على ما حكي عنه:
و أمّا قولهم في قوم ثمود و قوم عاد: هم الذكور و الإناث، فليس لفظ «القوم» بمتعاط للفريقين، و لكن قصد ذكر الذكور و ترك الإناث؛ لأنّهنّ توابع لرجالهنّ [3]. انتهى.
و في القاموس: القوم: الجماعة من الرجال و النساء معا، أو الرجال خاصّة، أو تدخله النساء على التبعيّة [4]. انتهى. فتدبّر.
[الفرع] الثالث: لا يكفي أقلّ من الأربعة مطلقا
و إن نهض بعملهم و أثّر أثرهم؛ اقتصارا فيما خالف أصل الاستصحاب على مورد الموثّقة المذكورة [5] و الرضويّ المتقدّم [6].
و قيل: يكفي إذا نهض بعملهم؛ إذ الفرض إخراج الماء من البئر قدر ما ينزحه الأربعة، و اعتبار النازح إنّما هو من باب المقدّمة.
و فيه نظر لا يخفى وجهه، فتأمّل.
و هل يجوز قيام الأكثر من الأربعة بذلك، أم لا؟ قولان.
للأوّل: إطلاق الموثّقة، و أنّ الاكتفاء بالأربعة يقتضي الاكتفاء بالأكثر من باب فحوى الخطاب، و هو كون المسكوت عنه أولى بالحكم من المذكور.
و فيه نظر؛ لمنع الأولويّة في هذا المقام، حيث إنّ الزيادة لا توجب كثرة النزح، فتأمّل.