لست بصدد ترجمة حياة هذا العالم الجليل، فإنّ هذه الوريقات القليلة لا يمكنها أن تستوعب كل جوانب حياة شخصية فذة، ذاع صيتها في الآفاق، و اعترف بفصلها كل العلماء الأفذاذ، حتى أصبح استاذا لعدد كبير من الفقهاء العظام، بل انّ ما نذكره هنا لا يتعدّى عن كونه قبسات من حياته المباركة، استطعت الوقوف عليها أثناء مطالعاتي القاصرة.
اسمه و نسبه و نشأته:
هو الشيخ ضياء الدين ابن المولى محمد العراقي النجفي.
كان والده من الفقهاء الأجلاء المجازين من السيد شفيع الجابلاقي، كما في (الروضة البهية في الإجازة الشفيعية)، و توفي بعد سنة 1300 ه، و قد اقتدى به ولده و نسج على منواله، و شاء اللّٰه أن يتفوّق على والده في الشهرة و الفضل، و أن يكون أحد رجال الرأي المعدودين الذي يرجع إليهم و يستشهد بآرائهم و أقوالهم.
ولد المترجم له في سلطانآباد العراق في سنة 1278 ه، و نشأ في ظل أبيه محاطا برعايته، فتعلّم الأوليات، و قرأ مقدمات العلوم على لفيف من فضلاء وقته هناك و في بعض مدن إيران العلمية، و استفاد من والده كثيرا و أخذ عنه.