يعتبر شرح تبصرة المتعلمين للشيخ ضياء الدين العراقي من الموسوعات الفقهية الضخمة، بل هو ثالث الموسوعات المتأخرة بعد الرياض و الجواهر، و ذلك لما امتاز به هذا الكتاب من الشمولية في موضوعاته، و الوضوح و السلاسة في عباراته، مع الاحتفاظ بالعمق العلمي فيه.
و ممّا أعطى أهميّة أكبر للكتاب هو الأسلوب الرقيق لمؤلّفه، الذي يعد بحق أستاذ الفقهاء المتأخرين، حيث تخرّج من عالي درسه المبارك عدد كبير من فقهاء العصر و مراجع التقليد، و مراجعة سريعة لأسماء تلامذته يتضح لنا ذلك جليّا.
و بقي هذا الكتاب- مع ماله من أهمية كبرى، و شأنه شأن الكثير من تراثنا الإسلامي- مطمورا في زوايا إحدى المكتبات لسنوات عديدة، إلى أن عثر على نسخته الخطية- و التي هي بخط المؤلّف- سماحة حجة الإسلام و المسلمين المجاهد الشيخ محمّد مهدي الآصفي حفظه اللّٰه و رعاه، و حينها عرضه على بعض الفضلاء لتحقيقه و إخراجه إلى النور، فقام بهذا العبء الكبير سماحة حجة الإسلام الشيخ محمّد هادي معرفة، حيث حقّق سبعة أجزاء منها، طبعت في أربع مجلّدات و في أوقات مختلفة.
و قد تحمّل سماحة آية اللّٰه العظمى زعيم الطائفة السيّد أبو القاسم