ذكروا لسبب هذه التسمية قصة ابتدعوها، و هي: أنّ التتر يسمّون المولود باسم أول داخل على البيت عند ولادته، فلمّا ولد هذا السلطان كان أوّل داخل الزمال! و يكفي في بطلان هذه القصة انّ لغة التتر هي التركية، و لفظ خربنده فارسي ..
قال السيد المرعشي: و بعض المتعصبين من العامة كابن حجر العسقلاني و غيره غيّروا ذاك اللقب الشريف إلى خربنده، و ذلك لحميّتهم الجاهلية الباردة، و من الواضح لدى العقلاء إنّ صيانة قلم المؤرخ و طهارة لسانه و عفّة بيانه من البذاءة و الفحش من الشرائط المهمّة في قبول نقله و الاعتماد عليه و الركون إليه- و من العجب أنّ بعض المتأخرين من الخاصة تبع تعبير القوم عن هذا الملك الجليل و لم يتأمّل أنّه لقب تنابزوا به- و ما ذلك إلّا لبغض آل الرسول الداء الدفين في قلوبهم و تلك الأحقاد البدرية و الحنينية، و إلّا فما ذنب هذا الملك بعد اعترافهم بجلالته و عدالته و شهامته و رقّة قلبه و حسن سياسته و تدبيره [1].
و اختيار هذا الملك مذهب التشيّع لم يكن عن ميل النفس و الهوى، أو احتياج لبقاء سلطنته، و إنّما كان بعد مناظرات علّامتنا أبي منصور مع علماء الفرق كافّة فأوقعهم في مضيق الإلزام و الافحام، و أثبت عليهم حقّية مذهب أهل البيت الكرام.
قال الخواجة نظام الدين عبد الملك المراغي- الذي هو أفضل علماء الشافعية، بل أفضل و أكمل علماء أهل السنة- بعد ما سمع أدلة العلّامة على حقيّة مذهب أهل البيت، قال: أدلّة حضرة هذا الشيخ في غاية الظهور، إلّا أنّ السلف منّا سلكوا طريقا، و الخلف لإلجام العوام و دفع شقّ عصا أهل الإسلام سكتوا عن زلل أقدامهم، فبالحريّ أن لا تهتك أسرارهم و لا يتظاهر في اللعن عليهم [2].
و كان هذا السلطان كما قال الحافظ الأبرو الشافعي المعاصر له: صاحب ذوق