هو أيضا يكون بتوفيقه و عونه و هذا اعتراف بالعبودية، و اضافة الحول و القوة اليه تعالى، و الحاصل ان هذه الاية و نظائرها تدل على سلب القدرة الاستقلالية عن النّبيّ (صلى اللّه عليه و آله) بمعنى انه لا يملك ضرا و لا نفعا بالاستقلال، و اما نفى الولاية التكوينية المدعاة في المقام فالاية اجنبية عنه.
و (ثالثا) يستفاد من بعض الروايات [1] الواردة في تفسير الاية، انها نزلت في ولاية على 7، حيث زعم المنافقون، أن نصبه 7 للخلافة، هو من عند النّبيّ (صلى اللّه عليه و آله)، فنزلت الاية على الرسول الاعظم، لتؤكدان الولاية المطلقة لعلى 7 مجعولة من قبل اللّه تعالى، و قل للمنافقين انى ما نصب عليا للإمامة بل انما أنا مأمور بابلاغ امامته للناس، و لا أقدر أن اخالف ربى بذلك فلا بدلى من ابلاغ رسالات ربى، اذا أخالف أوامر ربى فلن يجيرنى أحد من عذاب اللّه، و أما اذا بلغت ولاية على 7، و خالفت هوى الناس فاللّه حسبى و كفى، و على هذا أيضا ان الاية أجنبية عن الدلالة على مقصود الخصم كما ترى.
[2] تقريب الاستدلال به- ان اللّه سبحانه و تعالى، نهى عن أخذ النبيين أربابا، و مع ذلك كيف يجوز الالتزام بولايتهم على الكون.
(الجواب عنه)- ان كلمة الرب مأخوذة من ربب، و هو المالك المصلح و المربى، و منه الربيبة، و هو لا يطلق على غيره سبحانه و تعالى، الا مضافا الى شيء، فيقال: رب السفينة، رب الدار، رب الضيف، اذا عرفت ذلك فنقول:
ان الارباب في الاية بمعنى الآلهة، فالاية تدل على النهى عن أخذ النبيين آلهة لا نفسهم،