و اما على الاول- اعنى تفسير الاية بظاهرها بلا ملاحظة الروايات، فالاية- كما ترى- اجنبية عن الدلالة، على نفى الولاية، لان المراد من قوله تعالى: «او يتوب عليهم او يعذبهم» الكفار، فتكون معنى الاية، ان عذاب الكفار، او قبول توبتهم، ليس بيد النّبيّ (صلى اللّه عليه و آله) بل بيده سبحانه و تعالى و انما وظيفة الرسول، تبليغ الاحكام فقط- و عليه- فان الاية، لا دلالة لها على مطلوب الخصم، بوجه من الدلالة، كما هو ظاهر لمن تأمل في الاية مع سياقها ...
و اما على الثانى- بان ينظر الاية، بملاحظة الروايات [1] الواردة في تفسيرها فالاية، نزلت في شأن الامام على بن أبي طالب 7 فالمراد من الامر، في الاية، الامر المعهود، اعنى الولاية، فيكون معنى الاية، ان ولاية على 7 امرها بيده سبحانه و تعالى، و ليست مجعولة، من قبل النّبيّ (صلى اللّه عليه و آله) كما زعم المنافقون و ليس بيده سبحانه و تعالى، و على هذا أيضا تكون الاية اجنبية، عن افادة مراد الخصم، بل تظهر منها خلاف مقصوده عند التأمل.
الوجه الثانى- انه نفرض ظهور الاية، في نفى الامر التكوينى عن النّبيّ (صلى اللّه عليه و آله) و لكننا نقول ان الاية، تدل على نفى الامر الاستقلالى، عنه (صلى اللّه عليه و آله) تنبيها بأنه ليس مستقلا في الامور فان الامور التى تكون، بيده (صلى اللّه عليه و آله) انما هى باذن اللّه سبحانه و تعالى و ارادته، و نحن أيضا لا نعتقد، الا بهذا المعنى من الولاية .. فان مناصب النّبيّ كلها، انما هى من اللّه سبحانه و تعالى، و ليس له من نفسه شيء الا ما أعطاه اللّه جل و علا.
فتلخص، ان الاية لا تدل، على نفى ولاية الرسول، على اى حال.