responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وصف إفريقيا المؤلف : ابن الوزّان الزيّاتي    الجزء : 1  صفحة : 94

التى ليس ليها كبير قيمة في التغذية الى مرض الجرب الشديد الألم للذين يصابون به [٢١٩] ، ويؤدي الجلوس على الارض في أثناء الشتاء أحيانا لسعال شديد ومؤلم لدى الذين تكون طبيعتهم دموية. وغالبا ما يتسلى الناس أحيانا في المساجد يوم الجمعة حيث يجتمع عادة آلاف الأشخاص. فإذا كان الخطيب في أفضل جزء من خطبته وحدث أن سعل أحد المصلين ، فإن آخر يأخذه السعال وهكذا دواليك ، بحيث يأخذ كل المصلين بالسعال في نفس الوقت تقريبا حتى نهاية الخطبة ، وينتشر الناس بعد الصلاة دون ان يسمع أحد شيئا من الخطبة.

أما المرض الافرنجي [٢٢٠] الموجع جدا ، والذي تصاحبه الآلام ، مع بثور وقروح ، فهو شديد الانتشار للغاية في كل بلاد البربر ، حتى ان القليل من الناس الذين ينجون منه. ولكن من الصحيح أنا لا نكاد نجد فردا واحدا مصابا به في الأرياف وفي جبال الأطلس ، كما لا يوجد مطلقا بين العرب إلا في نوميديا ، أي بلاد النخيل وليبيا. كما لا يأتي حتى ذكر هذا المرض في بلاد السودان وعندما يصاب به إنسان ما ، فإنه يشفى حالا بمجرد أن يغير الهواء ، أي إذا ذهب الى نوميديا مثلا.

وفي الماضي لم ير أحد هذا المرض كما لم بسبق أن سمع أحد باسمه. ولكن في العصر الذي أخذ فيه دوق فرديناد ملك أسبانيا ، يطرد اليهود من هذا البلد [٢٢١] ، وفد كثير من هؤلاء الى بلاد البربر. ومنذ ذلك الوقت أخذ هذا المرض بالظهور فيها ، لأن عددا من هؤلاء اليهود نقلوه معهم من أسبانيا ، وكان من سوء حظ بعض الأفراد المساكين من المسلمين ان حدثت لهم علاقات مع نساء من هؤلاء اليهوديات. وهكذا ، وشيئا فشيئا ، لم تبق أسرة واحدة سليمة منه في خلال عشرة أعوام. والمصابون الأوائل بالعدوى اعتبرهم الناس مجذومين ، وطردوا من يبوتهم كي يقيموا مع الجذومين. ولكن عندما ظهر أن عدد الأشخاص المصابين به يتزايد يوميا ، وعندما لوحظ أن هذا التعفن قد انتاب عددا عظيما من الناس في كل أسبانيا ، راح المرضى يتابعون حياتهم اليومية العادية ، وعاد الى بيوتهم الذين أبعدوا عنها ، ويؤكد الناس في بلاد البربر ، أن أصل هذا المرض هو من أسبانيا ، ويحمل نفس الاسم كما في أسبانيا ، ولا سيما في موريتانيا. ويسميه أهل تونس


[٢١٩] ونرى من هذا أن الاصل هو الطفيلي لمرض الجرب وسريانه بالعدوى لم يكن معروفا حينذاك.

[٢٢٠] وهو مرض الزهرى أو السيفيليس ، الذي لم يكن يميز حينذاك عن مرض القروح والسيلان.

[٢٢١] مرسوم ٣ آذار ١٤٩٢ م أي بعد سقوط غرناطة بحوالى أقل من شهرين.

اسم الکتاب : وصف إفريقيا المؤلف : ابن الوزّان الزيّاتي    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست