يسترون عوراتهم بقماش صغير وأحيانا يحمون باطن أرجلهم بنعال من جلد الجمل [٥٧].
وهؤلاء الناس على قدر عظيم من الجهل ، إذ لا يمكن العثور على شخص في مسافة مائة ميل يعرف الكتابة والقراءة إلا بمشقة. ولكن ملكهم يعاملهم كما يستحقون ، لأنه لا يترك لهم سوى ما يكفيهم للعيش ، بسبب ثقل الضرائب التي يقسرهم على دفعها.
وتقع هذه المملكة على مسافة ثلاثمائة ميل إلى الشرق من مملكة غاءو [٥٩]. وبين هاتين المملكتين تقع صحراء لا يعثر فيها إلّا على القليل من الماء لأنها تقع على مسافة أربعين ميلا من نهر النيجر [٦٠]. وتقع هذه المملكة بين جبال شديدة الارتفاع [٦١]. وتشتمل على عدد عظيم من القرى التي يسكنها الرعاة والبقارة ، إذ توجد بالفعل مقادير عظيمة من الأغنام والثيران ، ولكنها صغيرة الحجم. والناس هنا على العموم متمدنون جدا. وبينهم عدد كبير جدا من حاكة الأقمشة ، ولا سيما الحذائين الذين
[٥٧] لم يكن جلد الجمل مستعملا مطلقا لدى السودانيين لصناعة النعال ، اللهم إلا بصورة استثنائية لدى الرقيق. ففي غاءو تستخدم على الخصوص جلود الثيران وجلود الحيوانات البرية كالزرافة والودّان والغرير.
[٥٨] غوبر ، ومحرفت من غوبير إلى آيير وهو اسم أوائل القبائل الليبية التي هاجرت حوالي القرن السابع الميلادي ، وذلك حسب الروايات المحفوظة في مرتفعات آيير ، والذين هم من أصل قبطي (؟). وقد قدموا عن طريق تيبستي وبيلما وامتزجوا بالسكان المحليين من الهوسا. ومن المحتمل أنهم اضطروا للنزوح الى آيير حوالي القرن الثاني عشر الميلادي ، تحت ضغط وافدين جدد وهم السندال. ، و «الكل غرس» و «الكل وي» وأقاموا في منطقة مادا واتسّاوا ، التي حملت اسمهم منذ ذلك الوقت. وقد أصبحوا اليوم متزنجين تماما دما وأخلاقا ـ ه. ل H.L hote.
[٥٩] تقع بلاد غوبر في الحقيقة ، وهي تؤلف إقليم الحدود مع جمهورية نيجيريا ، على مسافة ١٠٠٠ كم جنوب شرق غاءو أي ٦٣٥ ميلا.
[٦٠] يقع نهر النسيجر بالفعل على مسافة ٤٠٠ كم تقريبا من غوبر ، ويعود هذا الخطأ إلى النسخ ، أو أن الحسن الوزان لم ير أبدا بلاد غوبر. وربما كان هذا فرعا كاذبا لنهر النيجر الشرقي الذي تصوره الجغرافيون العرب على أنه نهر النيجر ، والذي يصب في بحيرة تشاد ، كي يختفي من جديد ويتصل بعدئذ بالنيل ـ ه. ل H.L hote.
[٦١] لا يوجد في الواقع سوى سلاسل جبلية صغيرة ليس لها كبير أهمية ، وهي تنبثق هنا وهناك في السهل ولا تزيد ارتفاعاتها عن المائة متر ـ ه. ل H.L hote.