responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وصف إفريقيا المؤلف : ابن الوزّان الزيّاتي    الجزء : 1  صفحة : 513

متعاديتان ، الواحدة ضد الأخرى ، ومن النادر ان يدينوا بالطاعة لملك تونس الذي يعاملهم بقسوة عندما يأتي شخصيا الى توزر ، ولا سيما الملك الحالي.

مدينة قفصة

قفصة [١٠٧] مدينة قديمة ، بناها الرومان ، وظلت بأيدي أمرائهم إلى أن قدم عقبة ، قائد جيش عثمان ، لمحاصرتها [١٠٨]. وعندئذ سقطت بأيدي المسلمين ، الذين هدموا جدار سورها. ولكنهم عجزوا عن هدم القلعة ، التي تعد حقيقة من الخوارق ، لان لها جدرانا ترتفع الى خمسة وعشرين ذراعا [١٠٩] وسمكها ثلاثة أذرع [١١٠] مبنية بحجارة ضخمة منحوتة ، مثل كوليزة روما. وقد أعيد بناء الاسوار بعد مضي بعض الوقت وأخذت المدينة تسترد طابعها كمدينة آمنة حتى قدوم المنصور ، ملك مراكش وخليفتها. ولكنه قام بتقويض جدار السور من جديد مع شقة حائط من القلعة. وإليكم السبب : لقد ظل في هذه المنطقة أمير من أسرة ملك لمتونة ، الذي كان يسيطر على البلاد ويوقع الكثير من الأذى بالساحل التونسي ، بالاستعانة بالعرب [١١١] ، ولما جاء المنصور لأول مرة الى هذه البلاد مع جيوشه ، سرعان ما غادر الامير المذكور المنطقة وذهب الى الصحراء مع بعض العرب. وقبل المنصور خضوع المنطقة وعاد الى مراكش ، وما أن وصلها ، حتى عاد الامير من الصحراء وطرد الحاكم المعينّ من قبل المنصور. وهكذا عاد المنصور بعد عدة أعوام مع جيش كبير متجها الى


[١٠٧] قفصة او كابسة عند الرومان.

[١٠٨] ارسل عقبة بن نافع الى افريقيا حوالي سنة ٦٧٠ من قبل معاوية (الخليفة الاموي الأول). فاحتل قفصة عند التجاقه بالجيش العربي بقيادة معاوية بن حديج ، الذي عزله عن قيادته ، ثم اسس القيروان.

[١٠٩] ٧٥ ، ١٦ م.

[١١٠] ٣٥ ، ٣ م.

[١١١] بتاريخ يوم الجمعة ٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ١١٨٤ م نزل سلطان ماجورقة المرابطي ، على بن اسحق المايورقي ، واسمه ابن غانية ، لأنه كان ينحدر من يوسف بن تاشفين ، من طرف جده غانية ، نزل في بجاية على أمل إحياء الأسرة المرابطية في بلاد البربر ، وافلح في تحقيق عدد من الانتصارات في الشمال. وقد استرد الموحدون أنفاسهم وتم طرد علي ومرابطيه الى الجنوب التونسي حيث وجدوا عونا من العرب وحيث حققوا اتصالهم مع القوات التركية ، او الغز ، الذين كانوا بقيادة المدعو قراقوش الناصري ، وهو مملوك لملك مصر صلاح الدين الايوبي ، وكان قد جاء لمحاولة فتح بلاد طرابلس باسم مليكه. وقد استطاع المرابطون والاتراك مع دعم من العرب ان يحتلوا مدن الجريد من قابس الى قفصة.

اسم الکتاب : وصف إفريقيا المؤلف : ابن الوزّان الزيّاتي    الجزء : 1  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست