ميل من مصر. [٨] وتبدأ نوميديا غربا حتى نون الواقعة على ساحل المحيط. وتمتد شمالا حتى جبال الاطلس على السفح الجنوبي. وبذلك تتاخم رمال صحاري ليبيا من الجنوب ، ويطلق العرب [٩] نفس الاسم على كل هذه الاصقاع التي تنتج التمور لأن لها جميعا نفس الموقع.
ويدعى القسم الثالث ليبيا في اللاتينية ، ولكنه لا يحمل في العربية اسما آخر سوى الصحراء أي القفار [١٠]. وتبدأ شرقا من تخوم الواحات كي تمتد غربا حتى المحيط. وتتاخم نوميديا من الشمال بلاد النخيل وتتاخم من الجنوب بلاد السودان ، ابتداء من مملكة ولّاته شرقا ، والتي تقع على المحيط. [١١]
ويبدأ القسم الرابع ، أي بلاد السودان ، من شرقي مملكة غاوغه ويستمر غربا حتى مملكة ولّاته [١٢] وتثاخم بلاد السودان من الشمال صحراء ليبيا. وتنتهي بلاد السودان جنوبا في أمكنة نجهلها ، ولكننا نملك عنها معلومات جديدة استقيناها من تجار يأتون من هذه المناطق الى مملكة تومبوكتو. ويمر من أواسط بلاد السودان نهر النيجر ، الذي يتولد في صحراء تدعى سو ، وحيث يخرج من بحيرة. [١٣] واستنادا الى ما يؤكده جغرافيونا فان نهر النيجر هو عبارة عن فرع من النيل يغور تحت الارض ، ومن ثم ينبثق منها كي يشكل هذه البحيرة. ويقول البعض ان هذا النهر ينشأ في الغرب ، في جبال ، وثم يجري
ـ أصل بربري ، ولكنه التبس منذ العصور القديمة مع عبارة نوماد الإغريقية ، ومعناها الرعاة ، او الرعاة المتنقلون ، حتى لقد اشتملت هذه التسمية المحلية للقبائل الجبلية المستقرة أقواما بدوية وكان هذا الاتساع في التسمية راجعا على الاخص الى المؤلفات الأدبية : هذا ولا توجد وثائق قديمة معروفة تتكلم على الخصوص عن الواحات وتعطيها اسما اجماليا ومعنى عبارة بلاد الجريد بلاد النخيل.
[٨] ويقصد بالواحات هنا البلدة الرئيسية في واحة الخارجه ، المرتبطة في أيامنا بنهر النيل بواسطة خط حديدي طوله ١٠٦ أميال أو ١٧٠ كم. أما في كتابه الرابع ، فيضع الحسن هذه الواحات في ليبيا.
[١٠] لم تكن ليبيا بالنسبة للإغريق أولا ، ثم بالنسبة الى اللاتين ، عبارة عن المناطق الصحراوية الحالية فحسب بل كل المنطقة المأهولة بالجنس الابيض بين نهر النيل والمحيط.
[١١] الواقع ان بلاد ولّاته ، التى لم تكن مملكة بحد ذاتها ؛ لم تمتد مطلقا حتى ساحل المحيط الاطلنطي.
[١٢] ان العبارة ايثيوبيا نفس معنى السودان باللغة اليونانية ، وسيستعمل المؤلف احيانا هذه التسمية كما سيقصد ايضا بكلمة اثيوبيا او بعبارة ايثيوبيا العليا الحبشة الحالية.
[١٣] الواقع كانت ضفاف بحيرة تشاد مأهولة سابقا بقوم من الزنوج يدعون ساءو. (انظر كتاب «حضارة التشاد» الصادر عام ١٩٥٠ في باريس عن دار بايو).