الزاوية بليدة بناها يوسف ، ثاني ملوك بني مرين [٢٤٣] وتقع على مسافة تقارب أربعة وعشرين ميلا [٢٤٤] من فاس [٢٤٥]. وقد أسس الملك فيها دار ضيافة كبيرة [٢٤٦] وأوصى أن يدفن فيها ، ولكن لم يشأ القدر ذلك ، فقد قتل أمام أسوار تلمسان في أثناء حصاره لها [٢٤٧]. وبعد هذا تدهورت أحوال الزاوية وتحولت إلى أطلال. ولم يبق فيها قائما سوى جدران دار الضيافة ، ويقوم بزراعة أرضها العرب الذين يصل استغلالهم إلى أراضي فاس ذاتها.
خولان
خولان [٢٤٨] هو قصر قديم بني على ضفة نهر سبو ، على مسافة ثمانية أميال جنوبي فاس. ويوجد خارج القصر حمام ماء ساخن جدا ، وقد شيد أبو الحسن ، زابع ملك مريني ، بناية بديعة جدا فوق هذا النبع المعدني [٢٤٩] ومن عادة أشراف فاس أن يقصدوه مرة في العام ، في شهر نيسان (إبريل) ويبقوا هناك ما بين أربعة إلى خمسة أيام للراحة فيه وللتسلية. ولكن ليس في القصر من سكان سوى جماعة من الأجلاف مؤلفة من أراذل الناس ، ومن أكثرهم شحا.
[٢٤٣] أبو يعقوب يوسف الناصر ، حكم بين ١٢٨٦ و ١٣٠٧ م.
[٢٤٥] تحدد خرائط المغرب القديمة مدينة الزاوية في شمال غرب فاس. ومع أننا نجهل مصدر معلومات سامني هذه الخرائط ، فإن تعيينها لمواضع البلاد الواردة فيها يبدو في الغالب دقيقا لدرجة تبعث على الدهشة. والخرائط الحديثة من مقياس ١ على ٠٠٠ / ١٠٠ تضع الزاوية على مسافة ٧ كم تقريبا جنوب غربي «سبت الأوداية» وهي سوق هامة على ضفة نهر سبو اليسرى. و «سبت الأوداية» تبعد عن فاس بنفس المسافة المذكورة ، آنفا (٥ ، ٣٨ كم).
[٢٤٩] لقد اختفى القصر ، ولكن بقايا بنائه لا تزال ماثلة فوق النبع الذي لم يعد يعرف بغير اسم سيدي حرازم لأن اسم خولان أصبح منسيا. أما الملك أبو الحسن علي الذي حكم بين ١٣٣١ و ١٣٤٨ م والذي كان يلقب بأبي الحسنات فقد كان في الحقيقة سادس ملك مريني.