responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وصف إفريقيا المؤلف : ابن الوزّان الزيّاتي    الجزء : 1  صفحة : 202

لهم. فظلوا فيها مدة خمسين سنة إلى أن فقدت عائلة المنصور مملكتها. وقد كان سقوط هذه الأسرة مصيبة كبرى بالنسبة لهؤلاء العرب ، فوقعوا في بؤس شديد إلى أن تم طردهم على يد اللوك المرينيين [١٢].

وقد أقطع المرينيون هذا الإقليم إلى قبائل من زنانة وهوارة مكافأة لهم على الدعم الذي تلقوه منهم ، لأن هؤلاء وأولئك كانوا دوما يؤيدونهم ضد الملوك الخلفء في مراكش [١٣]. وهكذا حصلت قبائل الزناتة وهوارة على حق التمتع بهذا الإقليم. وقد تكاثروا فيه وأصبحوا منذ مائة عام تقريبا ، عامل حال خوف لملوك فاس. ويقدر بعضهم أنهم يعدون ستين ألف فارس ومائتي ألف من المشاة.

لقد ترددت كثيرا على هذا الإقليم وسأتكلم لكم عنه بتفصيل.

أنفة : مدينة في تامسنه

أنفة مدينة كبيرة أسسها الرومان [١٤] على ساحل المحيط على مسافة ٦٠ ستين ميلا [١٥] شمال الأطلس وعلى مسافة ستين ميلا تقريبا شرقي آزمور [١٦]. وكانت مدينة آمنة جدا ومزدهرة كثيرا لأن الأراضي المجاورة كانت خصبة صالحة لكل أنواع الحبوب. وتتمتع بأجمل موقع في إفريقيا ، فهي محاطة من كل الاتجاهات ، ما عدا الطرف الشمالي وساحل البحر ، بسهل يمتد على مسافة ثمانين ميلا [١٧]. وفي داخل أنفة العديد من المساجد ، والدكاكين البديعة جدا ، والقصور العالية وما إلى ذلك من العمائر التي يقدر مبلغ عظمتها مما تخلف عنها من أطلال مهدمة. وكان منها أيضا الكثير من البساتين وكروم العنب.


[١٢] لقد تم نفي العرب من إفريقية (شمال تونس ومنطقة قسنطينة تقريبا) على يد الخليفة الموحدي أبو يوسف يعقوب بن عبد المؤمن المنصور. ووصلوا حوالي شهر رجب ٥٨٤ ه‌ / ايلول (سبتمبر) ١١٨ م. وقد كان للخليفة الموحدي أبو حفص عمر المرتضي ، الذي حكم بين ٢٤ / ٦ / ١٢٤٨ و ٢٢ / ١٠ / ١٢٦٦ م خصومات شديدة مع عرب تلمسان ابتداء من سنة ٦٥١ ه‌ / ١٢٥٣ ـ ١٢٥٤ م. وقد عمد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق ، الملقب هو أيضا بالمنصور ، إلى احتلال تامسنه بعد شوال ٦٥٨ ه‌ / حوالي تشرين الأول وتشرين الثاني ١٢٦٠ م ، بعد أن طرد النصارى من سلا ، الذين احتلوها. أما آخر خليفة موحدي ، وهو أبو العلا إدريس ، الملقب أبو دبوس ، والذي نودي به في ٢٣ / ١٠ / ١٢٦٦ م فقد قتل بتاريخ. ٢٩ آب (أغسطس) ١٢٦٩ م.

[١٣] أي الموحدين.

[١٤] أنفة. موقع الدار البيضاء الحالية ، وليست من تأسيس الرومان.

[١٥] ١٠٠ كم.

[١٦] في الحقيقة على مسافة ٩٠ كم شمال شرقي آزمور.

[١٧] ١٣٠ كم.

اسم الکتاب : وصف إفريقيا المؤلف : ابن الوزّان الزيّاتي    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست