الذي يروي من أحاديث الفضل الحسان والصحاح ، فوعدته بالشروع في المطلب عند الوصول إلى القاهرة المعزّيّة ، وأزمعت السّير عن دمشق المعروفة المزيّة ، وألبسني السفر منها من الخلع زيّه ، ورحلنا عن تلك الأرجاء المتألّقة ، والقلوب بها وبمن فيها متعلّقة : [الطويل]
حللنا ديارا للغرام سرت بها
إلينا صبا نجد بطيب نسيم
وبان ردا الأشجان لمّا تجاذبت
أكفّ المنى فيها رداء نعيم
فما أنشبتنا العيس أن قذفت بنا
إلى فرقة والعهد غير قديم
فإن نك ودّعنا الديار وأهلها
فما عهد نجد عندنا بذميم
فخرج معنا. أسماه الله. مع جملة من الأعيان إلى داريّا [١] ، المضاهية لدارين في ريّاها وحبّذا ريّا ، فألفيناها : [مجزوء الكامل]
ريّا من الأنداء طي
يبة لها القدر الجليل
تهدي لنا أرجاؤها
أرجا من الزّهر البليل
وبها الغصون تمايلت
ميل الخليل على الخليل
ووصلنا عند الظّهيرة ، وسرّحنا العيون في محاسنها [٢] الشهيرة : [الخفيف]