responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفح الطّيب المؤلف : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    الجزء : 1  صفحة : 341

ومن ملوك الطوائف بالأندلس بنو هود ملوك سرقسطة وما إليها ، ومن أشهرهم المقتدر بالله ، وابنه يوسف المؤتمن ، وكان المؤتمن قائما على العلوم الرياضية ، وله فيها تآليف ، ومنها كتاب الاستكمال والمناظر ، وولي بعده ابنه المستعين أحمد سنة أخذ طليطلة ، وعلى يده كانت وقعة وشقة ـ زحف سنة تسع وثمانين في آلاف لا تحصى من المسلمين ليدافع الطاغية عن وشقة ، وكان محاصرا لها ، فلقيه الطاغية وهزمه ، وهلك من المسلمين نحو عشرة آلاف ، وهلك هو شهيدا سنة ثلاث وخمسمائة ، بظاهر سرقسطة في زحف الطاغية إليها. وولي ابنه عبد الملك عماد الدولة ، وأخرجه الطاغية من سرقسطة سنة ثنتي عشرة ، وتولّى ابنه سيف الدولة ، وبالغ في النكاية بالطاغية ، ثم اتّفق معه ، وانتقل بحشمه إلى طليطلة ، فكان فيها حمامه [١].

ومن شعر المقتدر بن هود قوله رحمه الله في مبانيه : [الكامل]

قصر السرور ومجلس الذّهب

بكما بلغت نهاية الأرب

لو لم يحز ملكي خلافكما

كانت لديّ كفاية الطّلب

ومن مشاهير ملوك الطوائف بنو الأفطس أصحاب بطليوس وما إليها ، والمظفر منهم هو صاحب التأليف المسمّى بالمظفري في نحو الخمسين مجلدا ، والمتوكّل منهم قتل على يد جيش يوسف بن تاشفين ، وفيه قال ابن عبدون قصيدته المشهورة : [البسيط]

الدهر يفجع بعد العين بالأثر

فما البكاء على الأشباح والصّور

وهي من غرر القصائد الأندلسية [٢].

ولما استولى ملوك لمتونة على بلاد الأندلس [٣] وأزالوا ملوك الطوائف منها ، وبقيت عمّالهم تتردّد إليها وبنوهم حتى فشلت ريحهم ، وهبّت ريح الموحدين ، أعني عبد المؤمن بن علي وبنيه ، فحاربوا لمتونة ، واستولوا على ملكهم بالمغرب بعد حروب كثيرة ، ثم أجازوا البحر إلى الأندلس ، وملكوا أكثر بلاد الأندلس ، وملك بنو مردنيش شرق الأندلس ، وملخص ذلك أن الأندلس كان ملكها مجموعا للمتونة بعد خلعهم ملوك الطوائف ، فلما اشتغل لمتونة في العدوة بحرب الموحّدين اضطربت عليهم الأندلس ، وعادت إلى الفرقة بعض الشيء ، ثم خلص أكثرها لعبد المؤمن وبنيه بعد حروب منها ما حصل بين عبد المؤمن وبين ابن مردنيش


[١] الحمام : الموت.

[٢] في ب : كلمة «الأندلسية» ساقطة.

[٣] هذه الجملة ساقطة في ج.

اسم الکتاب : نفح الطّيب المؤلف : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    الجزء : 1  صفحة : 341
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست