responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفح الطّيب المؤلف : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    الجزء : 1  صفحة : 278

وما أشار إليه ابن خلدون في غزوة الخندق فصّله المسعودي فقال [١] ، بعد أن أجرى ذكر مخالفة أميّة بن إسحاق على الناصر ودخوله أرض النصارى ودلالته إياهم على عورات المسلمين ، ما ملخّصه : وغزا عبد الرحمن صاحب الأندلس سمّورة دار الجلالقة [٢] ، وكان عبد الرحمن في مائة ألف أو يزيدون ، وكانت الوقعة بينه وبين ردمير ملك الجلالقة في شوّال سنة ٣٢٧ بعد الكسوف الذي كان في هذا الشهر بثلاثة أيام ، فكانت للمسلمين عليهم ، ثم ثابوا [٣] بعد أن حوصروا وألجئوا إلى المدينة ، فقتلوا من المسلمين بعد عبورهم الخندق خمسين ألفا. وقيل : إن الذي منع ردمير من طلب من نجا من المسلمين أمية بن إسحاق ، وخوّفه الكمين ، ورغّبه فيما كان في عسكر المسلمين من الأموال والعدّة والخزائن ، ولو لا ذلك لأتى على جميع المسلمين ، ثم إن أميّة استأمن بعد ذلك إلى عبد الرحمن وتخلّص من ردمير ، وقبله عبد الرحمن أحسن قبول. وقد كان عبد الرحمن بعد هذه الوقعة جهّز عساكر مع عدّة من قوّاده إلى الجلالقة ، فكانت لهم بهم عدّة حروب هلك فيها من الجلالقة ضعف ما قتل من المسلمين في الوقعة الأولى ، وكانت للمسلمين عليهم إلى هذه الغاية ، وردمير ملك الجلالقة إلى هذا الوقت وهو سنة ٣٣٢ ، انتهى.

وقال في موضع آخر ما ملخّصه : إن عبد الرحمن غزا في أزيد من مائة ألف فارس من الناس ، فنزل على دار مملكة الجلالقة ، وهي مدينة سمّورة ، وعليها سبعة أسوار من أعجب البنيان قد أحكمته الملوك السالفة ، وبين الأسوار فصلان وخنادق ومياه واسعة ، وافتتح منها سورين ، ثم إن أهلها ثاروا على المسلمين فقتلوا منهم ـ ممّن أدركه الإحصاء وممّن عرف ـ أربعين ألفا ، وقيل : خمسين ألفا ، وكانت للجلالقة والبشكنس على المسلمين ، انتهى كلام المسعودي.

رجع إلى أخبار الناصر ـ فنقول : إن الناصر ـ رحمه الله! ـ كان له نظم ، وممّا نسب إليه بعضهم قوله : [الخفيف]

لا يضرّ الصغير حدثان سنّ

إنما الشأن في سعود الصغير

كم مقيم فازت يداه بغنم

لم تنله بالرّكض كفّ مغير


[١] مروج الذهب ج ٢ ص ٣٧.

[٢] سمورة : هي دار مملكة الجلالقة ، على ضفة نهر كبير خرّار ، كثير الماء وبين سمورة والبحر ستون ميلا. وهي مدينة جليلة ، قاعدة من قواعد الروم غزاها عبد الرحمن بن محمد الخليفة الأموي بالأندلس سنة ٣٢٧ ه‌. في أزيد من مائتي ألف من الناس (انظر صفة جزيرة الأندلس ص ٩٨).

[٣] ثابوا : رجعوا.

اسم الکتاب : نفح الطّيب المؤلف : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    الجزء : 1  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست