ويهزّني ، ويستفزّني ، ما كتبه ـ رحمه الله تعالى! ـ من رسالة : كتبته إلى سيدي وهو السيد حقيقة ، وأخي وقد كتب الدهر بذلك وثيقة ، أبقى الله تعالى جلاله محروسا ، وربع وفائه لا يخشى دروسا ، من رباط الفتح وأنا بحقه عليم ، وعلى عهده مقيم ، وشأني توقير له وتعظيم ، وحبّ فيه خالص كريم ، ووصلني خطابه الخطير المبرور ، فكنت به كالصائم رأى الهلال ، والهائم عاين ماء الزّلال ، علق ليس يوازيه علق ، وسحر لكنه حلال طلق [٢] ، ونظم لذكر الطائي [٣] طاو ، وصنعة ولم يروها راء ولا راو ، رمت ابن الرومي بالخمول ، وبشرت اسم بشار من الفحول ، وحكمت بأن النّمريّ [٤] في نمرة الهوان مدرج ، والسّريّ [٥] عن سراوة الإحسان مخرج. فأمّا النثر فصهيل لا يجاوبه الرّغاء ، وطراز لا يحسنه البلغاء ، ونقد تزيف معه النقود ، ومدى تنقطع دونه الضّمّر القود ، وغادر الصابيّ وصباه غير ذات هبوب ، والصاحب وهو من العجز مع شر مصحوب ، والميكاليّ وميكاله مرفوض ، والحريريّ وحريرة في سوق
[١] القعدي ـ بفتح القاف والعين ـ الخارجي الذي لم ير القتال ، وجمعه قعدة. وفي ب : غارات أيامي.
[٢] طلق ـ بكسر الطاء وسكون اللام ـ المطلق الذي لا خطر فيه من جهة ما.