responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفح الطّيب المؤلف : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    الجزء : 1  صفحة : 134

مالقة ، حيّيت يا تينها

الفلك من أجلك يا تينها

نهى طبيبي عنه في علّتي

ما لطبيبي عن حياتي نهى

وذيّل عليه الإمام الخطيب أبو محمد عبد الوهاب المنشي بقوله : [السريع]

وحمص لا تنس لها تينها

واذكر مع التين زياتينها

وفي بعض النسخ : [السريع]

لا تنس لإشبيليّة تينها

واذكر مع التين زياتينها

وهو نحو الأول ؛ لأن حمص هي إشبيلية ، لنزول أهل حمص من المشرق بها ، حسبما سنذكره.

ونسب ابن جزي في ترتيبه لرحلة ابن بطّوطة البيتين الأولين للخطيب أبي محمد عبد الوهاب المالقي ، والتذييل لقاضي الجماعة أبي عبد الله بن عبد الملك ، فالله أعلم.

وقال ابن بطوطة : وبمالقة يصنع الفخّار المذهّب العجيب ، ويجلب منها إلى أقاصي البلاد ، ومسجدها كبير الساحة ، كثير البركة شهيرها [١] ، وصحنه لا نظير له في الحسن ، وفيه أشجار النارنج البديعة ، انتهى.

وقال قبله : إن مالقة [٢] إحدى قواعد الأندلس ، وبلادها الحسان ، جامعة بين مرافق البرّ والبحر ، كثيرة الخيرات والفواكه ، رأيت العنب يباع في أسواقها بحساب ثمانية أرطال بدرهم صغير ، ورمّانها المرسي الياقوتي لا نظير له في الدنيا ، وأمّا التين واللوز فيجلبان منها ومن أحوازها إلى بلاد المشرق والمغرب ، انتهى.

وبكورة أشبونة المتصلة بشنترين معدن التّبر ، وفيها عسل يجعل في كيس كتّان فلا يكون له رطوبة كأنه سكر ، ويوجد في ريفها العنبر الذي لا يشبهه إلّا الشّحري.

ومن أشهر مدن الأندلس مدينة قرطبة ـ أعادها الله تعالى للإسلام! ـ وبها الجامع المشهور ، والقنطرة المعروفة بالجسر.


[١] في ب : شهير.

[٢] مالقة : بالأندلس : مدينة على شاطى البحر ، عليها سور صخر ، والبحر في قبلتها ، وهي حسنة عامرة ، آهلة ، كثيرة الديار ، وفيما استدار من جميع جماعتها شجر التين المنسوب إليها. ولها واد يجري في زمن الشتاء (صفة جزيرة الأندلس ص ١٧٨).

اسم الکتاب : نفح الطّيب المؤلف : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست