responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفح الطّيب المؤلف : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    الجزء : 1  صفحة : 124

وذكر بعض المؤرّخين أن الغرائب التي أصيبت في مغانم الأندلس أيام فتحها كمائدة سليمان عليه الصلاة والسلام التي ألفاها طارق بن زياد بكنيسة طليطلة وقليلة الدّرّ التي ألفاها موسى بن نصير بكنيسة ماردة وغيرهما من طرائف الذخائر ، إنما كانت ممّا صار لصاحب الأندلس من غنيمة بيت المقدس ، إذ حضر فتحها مع «بخت نصّر» ، وكان اسم ذلك الملك «بريان» ، وفي سهمه وقع ذلك ومثله ممّا كانت الجنّ تأتي به نبيّ الله سليمان ، على نبيّنا وعليه وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام! انتهى.

وقال غير واحد من المؤرخين : كان أهل المغرب الأقصى يضرّون بأهل الأندلس [١] ؛ لاتّصال الأرض ، ويلقون منهم الجهد الجهيد في كل وقت ، إلى أن اجتاز بهم الإسكندر ، فشكوا حالهم إليه ، فأحضر المهندسين ، وحضر إلى الزقاق ، فأمر المهندسين بوزن سطح الماء من المحيط والبحر الشامي ، فوجدوا المحيط يعلو البحر الشامي بشيء يسير ، فأمر برفع البلاد التي على ساحل البحر الشامي ، ونقلها من الحضيض إلى الأعلى ، ثم أمر بحفر ما بين طنجة وبلاد الأندلس من الأرض ، فحفرت حتى ظهرت الجبال السفلية ، وبنى عليها رصيفا بالحجر والجيّار بناء محكما وجعل طوله اثني عشر ميلا ، وهي المسافة التي كانت بين البحرين ، وبنى رصيفا آخر يقابله من ناحية طنجة ، وجعل بين الرصيفين سعة ستة أميال ، فلمّا كمل الرصيفان حفر من جهة البحر الأعظم ، وأطلق فم الماء بين الرصيفين ، فدخل في البحر الشامي ، ثم فاض ماؤه ، فأغرق مدنا كثيرة ، وأهلك أمما عظيمة كانت على الشطّين ، وطفا الماء على الرصيفين إحدى عشرة قامة ، فأمّا الرصيف الذي يلي بلاد الأندلس ، فإنّه يظهر في بعض الأوقات إذا نقص الماء ظهورا بيّنا مستقيما على خطّ واحد ، وأهل الجزيرتين يسمّونه القنطرة ، وأما الرصيف الذي من جهة العدوة ، فإن الماء حمله في صدره ، واحتفر ما خلفه من الأرض اثني عشر ميلا ، وعلى طرفه من جهة المغرب قصر الجواز وسبتة وطنجة ، وعلى طرفه من الناحية الأخرى جبل طارق بن زياد وجزيرة طريف وغيرهما والجزيرة الخضراء ، وبين سبتة والجزيرة الخضراء عرض البحر. انتهى ملخصا ، وقد تكرّر بعضه مع ما جلبناه ، والعذر بيّن لارتباط الكلام بعضه ببعض.

وقال ابن سعيد : ذكر الشريف أن لا حظّ لأرض الأندلس في الإقليم الثالث ، قال : ويمرّ بجزيرة الأندلس الإقليم [٢] الرابع على ساحلها الجنوبي وما قاربه من قرطبة وإشبيلية ومرسية


[١] يضرون بأهل الأندلس : يأتيهم الضرر من قبلهم.

[٢] في ب : الأقاليم الرابع.

اسم الکتاب : نفح الطّيب المؤلف : الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست