اسم الکتاب : نشأة المدينة العربيّة الإسلاميّة : الكوفة المؤلف : هشام جعيط الجزء : 1 صفحة : 313
بممارساتها فإن المساجد الأخرى مؤسسات خاصة أنشأها الأفراد والعشائر ولا يبدو أنها كانت نقطا انطلقت منها الثورات والقلاقل خلافا للجبانات. كانت تنوب عن المسجد الأعظم في القيام بالشعائر كل يوم فقط ، وأحيانا حتى في صلاة الجمعة ، وبذلك تلتئم الجماعة [١] لكن ليس بقصد تنظيم عمل سياسي متعمد لم يرد ذكره بمصادرنا أبدا.
هذا وقد حثت السلطة وشجعت على بناء مساجد للعشائر. فقد أمر زياد في البصرة ببناء المساجد «لشيعة بني أمية» ، بمعنى العشائر المؤيدة للأمويين ، منها مسجد بني عدي ومسجد بني مجاشع ومسجد الاساورة ومسجد الحدان [٢]. وبرزت الظاهرة نفسها في الكوفة دون شك ، مباشرة أو عن طريق الاشراف أو كلاهما. وعلى كل حال ، فإن مساجد الكوفة التي حملت اسم شخص ـ هو مؤسسها ـ فإنما هو اسم أحد الأشراف الذي ألصق بها ، من بين كل من ساعد الأمويين عموما : مسجد الأشعث المرتب ضمن المساجد الملعونة حسب التقليد الشيعي اللاحق [٣] ومسجد شبث الذي وقع له الشيء نفسه ، ومسجد سماك. أما مسجد عدي بن حاتم ، فقد استثنى من ذلك. وهذه قائمة بالمساجد مستمدة من مصادر مختلفة ، مع التحري اللازم فيما يخص مصادر الشيعة التي كانت متأخرة عموما ، وكذلك تجاه ماسينيون الذي لا يبدو أن قائمته مؤكدة.