responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة الأمم في العجائب والحكم المؤلف : ابن إياس    الجزء : 1  صفحة : 236

قام من القبر ليلة الأحد سحرا ومضى بطرس ويوحنا التلمذان إلى القبر فإذا الثياب التى كانت على المقبور فقط بغير ميت وعلى القبر مليكة ثياب بيض فأخبروهما أن المقبور قام من القبر وقيل غير ذلك وهو أن فى عشية يوم الأحد هذا دخل المسيح على تلاميذه وسلم عليهم وأكل معهم وكلمهم وأوصاهم وأمرهم بأمور قد تضمنها انجيلهم ، وهذا العيد عندهم بعد عيد الصلبوت بثلاثة أيام. وعيد الأربعين ويعرف عند الشام بالسلاق ويقال له أيضا عيد الصعود وهو الثانى والأربعين من الفطر ، ويزعموا أن [ق ٢١٧ أ] المسيح 7 بعد أربعين يوما من قيامه خرج إلى بيت عينا والتلاميذ معه فرفع يده وبارك عليهم وصعد إلى السماء وذلك عند إكماله ثلاث وثلاثين سنة وثلاثة أشهر ، فرجع التلاميذ إلى بيت المقدس وقد وعدهم باشتهار أمرهم وغير ذلك مما هو معروف عندهم ، فهذا أعتقادهم فى كيفية رفع المسيح ، والله أعلم.

وعيد الخميس وهو العنصرة ويعملونه بعد خمسين يوما من يوم القيامة ، وزعموا أن بعد عشرة أيام من الصعود وخمسين يوما من قيامه المسيح ويزعموا أن التلاميذ اجتمعوا فى صهيون فتجلى لهم روح القدس شبه ألسنة من نار فامتلوا أمن روح القدس وتكلموا بجميع الألسن وظهرت على أيديهم آيات كثيرة فعاداهم اليهود وحبسوهم فنجاهم الله منهم وخرجوا من السجن فساروا فى الأرض متفرقون يدعون الناس إلى دين المسيح عيد الميلاد ، وقد قيل هو اليوم الذى ولد فيه المسيح وهو يوم الأثنين فيجعلون [ق ٢١٧ ب] عشية الأحد ليلة الميلاد وسنتهم فى ذلك الكنائس وتزينها ويعملونه فى التاسع والعشرين من كيهك ، ولم يزل ذلك بديار مصر من المواسم المشهورة وكانوا يفرقوا فيه فى أيام الدولة الفاطمية أرباب الرسوم من المباشرين وسائر الناس من الكتاب وغيرهم الجامات من الحلاوة القاهرية والمتارد التى فيها السميد وقرابات الجلاب وطياقير الزينة والبورى.

ومن عادات النصارى فى الميلاد يلعبوا بالنار ، ومن أحسن ما قيل فى ذلك شعر :

ما اللعب بالنار فى الميلاد من سنن

وإنما فيه للإسلام مقصود

وفيه بكت النصارى أن ربهم

عيسى بن مريم مخلوق ومولود

وقال الشيخ عبد العزيز الدرينى فى ذلك :

عجبا للمسيح بين النصارى

حين قالوا أن لإله أبوه

ثم قالوا ابن الإله إله

ثم قاموا بجهلهم عبدوه

اسم الکتاب : نزهة الأمم في العجائب والحكم المؤلف : ابن إياس    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست