responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة الأمم في العجائب والحكم المؤلف : ابن إياس    الجزء : 1  صفحة : 158

أشياء كثيرة من المنكر ، وسار إلى الأهرام وشوش وجه أبى الهول وشعثه فهو على ذلك إلى اليوم ، ومن حينئذ غلب الرمل على أراضى كثيرة من الجيزة وأهل تلك النواحى يرون أن سبب غلبة الرمل على الأراضى فساد وجه أبى الهول ، والله أعلم.

وما أحسن قول ظافر الحداد :

تأمل حكمة الأهرام وأعجب

وعندهما أبو الهول العجيب

كفاويتين فأمانى بخيب

بمحبوبين بينهما رقيب

وماء النيل تحتهما دموع

وصوت الريح عندهما يجيب

وظاهر سجن يوسف مثل صب

تخلف فهو محزون كئيب

ويقال أن اتريب بن قبط بن مضر بن ببصير بن مصريم بن حام بن نوح 7 أوصا أخاه صا عند موته أن يحمله معه فى السفينة ويدفنه بجزيرة فى وسط البحر فلما مات فعل ذلك من غير أن تعلم به أهل مصر فاتهموا أخاه صا بقتله ، وحاربوه تسع سنين حتى أوقفهم على قبر [ق ١٣٦ أ] واترتب فحفروه فلم يجدوا به شيئا وقد نقلته الشياطين إلى موضع أبى الهول ودفنوه هناك بجانب قبر أخيه وجده بيصر فازدادوا له همة وعادوا إلى مدينة منف واحترتوا معه فآتاهم إبليس وذلهم على قبر اترتب فأخرجوه من قبره ، ووضع ، على سرير فتكلم لهم الشيطان عن لسانه حتى افتتنوا به وسجدوا له وعبدوه فيما عبد وأمن الأصنام وقتلوا أخاه صا ، ودفنوه على شاطىء النيل ، فكان النيل إذا زاد لا يعلوا قبره فافتتن به طائفة وقالوا : قد قتل صا ظلما ، وصاروا يسجدون لقبره كما يسجدوا الاخاه اترتب ، ثم أن أفرين عمدوا إلى حجر فنحتوه على صورة أشموم وسموه أبو الهول ونصبوه بين الهرمين وجعلوا يسجدون له فصار أهل مصر ثلاث فرق ، ولم تزل الصابية تعظم أبى الهول ويقرب له الديوك البيض وتبخره بالصندروس ، والله أعلم.

اسم الکتاب : نزهة الأمم في العجائب والحكم المؤلف : ابن إياس    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست