responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الزيارة الجامعة المؤلف : السيد علي الحسيني الصدر    الجزء : 1  صفحة : 539

وَبَرِئْتُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اَعْدائِكُمْ (١)

____________________________________

(١) ـ البراءة والتبرّي من الشيء والشخص : هو التنزّه والتباعد عنه [١].

وبرأ فلان من فلان إذا سقط عنه طلبه وكان متبرّءاً منه [٢].

فالتبرّي من العدوّ هو التباعد منه.

وتمهيداً لبيان هذه الفقرة الشريفة نلفت النظر إلى انّ التبرّي من العدوّ فطرة بشريّة وحقيقة ثابتة طبيعية ، فنحن نرى ونحسّ أنّ كلّ إنسان يحبّ صديقه ويتنفّر من عدوّه ومن ظلمه.

وهذا التنفّر من دواعي العقل والحكمة ، بحيث أنّه لو ساوى الإنسان في المحبّة بين صديقه وعدوّه لكان ظالماً لصديقه.

بل التبرّي من ركائز الدين القويم.

لذلك ترى أنّ الله تعالى يقول : (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) [٣].

وقال تعالى : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) [٤] فمعاداة الأعداء إذاً أمر فطري وديني.

خصوصاً إذا كان الأعداء هم أعداء الله ورسوله ، فإنّه يلزم معاداتهم والتبرّي منهم بأنحاء التبرّي كبغضهم ولعنهم وإظهار البراءة منهم ، فإنّه نوع تقرّب إلى الله تعالى وتحبّب إليه.

لذلك تبيّن هذه الزيارة المباركة بأنّنا في حال التجائنا إلى الله عزّ إسمه نتبرّأ من أعداء أهل البيت : يعني الناصبين والضالّين والجاحدين والمعاندين القاتلين ،


[١] لسان العرب : ج ١ ص ٣٣.

[٢] مجمع البحرين : ص ١٠.

[٣] سورة البقرة : الآية ٩٨.

[٤] سورة فاطر : الآية ٦.

اسم الکتاب : في رحاب الزيارة الجامعة المؤلف : السيد علي الحسيني الصدر    الجزء : 1  صفحة : 539
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست