responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الزيارة الجامعة المؤلف : السيد علي الحسيني الصدر    الجزء : 1  صفحة : 350

.........................................

____________________________________

قال : «بالتسليم لله والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط» [١].

ومقام الرضا هذا هو الداعي إلى محبوبية المخلوق عند ربّ العالمين ، بغاية الحبّ المتين كما تلاحظه في حديث حديقة الحكمة المنقول في السفينة جاء فيما أراده النبي موسى 7 من الله تعالى :

أنّ موسى 7 قال : «أرني أحبّ خلقك إليك وأكثرهم لك عبادة».

فأمره الله تعالى أن ينتهي إلى قرية على ساحل بحر ، وأخبره أنّه يجده في مكان قد سمّاه له ، فوصل 7 إلى ذلك المكان فوقع على رجل مجذوم مقعد أبرص يسبّح الله تعالى ، فقال موصى : يا جبرئيل اين الرجل الذي سألت ربّي أن يُريني إيّاه؟

فقال : جبرئيل : هو يا كليم الله هذا.

فقال : يا جبرئيل إنّي كنت اُحبّ أن أراه صوّاماً قوّاماً.

فقال جبرئيل : هذا أحبّ إلى الله تعالى وأعبد له من الصوّام والقوّام ، وقد اُمرت بإذهاب كريمتيه فاسمع ما يقول ، فأشار جبرئيل إلى عينيه فسالتا على خدّيه ، فقال : متّعتني بهما حيث شئت ، وسلبتني إيّاهما حيث شئت ، وأبقيت لي فيك طول الأمل يا بارّ يا وصول.

فقال له موسى 7 : يا عبد الله إنّي رجل مجاب الدعوة فإن أحببت أن أدعو لك تعالى يردّ عليك ما ذهب من جوارحك ويبريك من العلّة ، فعلت.

فقال (رحمة الله عليه) : لا اُريد شيئاً من ذلك ، اختياره لي أحبّ إليّ من اختياري لنفسي (وهذا هو الرضا المحض كما ترى).

فقال له موسى : سمعتك تقول : يا بارّ يا وصول ، ما هذا البرّ والصلة الواصلان إليك من ربّك؟


[١] الكافي : ج ٢ ص ٦٠ باب الرضا بالقضاء الأحاديث ٦ و ١١ و ١٢.

اسم الکتاب : في رحاب الزيارة الجامعة المؤلف : السيد علي الحسيني الصدر    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست