فالوعظ ، والاسم منه الموعظة هو التذكير بالعواقب ، كالوصيّة بالتقوى ، والحثّ على الطاعات ، والتحذير عن المعاصي والإغترار بالدنيا وزخارفها ، ونحو ذلك [١].
فيكون الوعظ بالزجر المقترن بالتخويف ، وبالتذكير بالخير فيما يرقّ له القلب [٢].
وعليه فتكون الموعظة الحسنة في محصّل معناها عبارة عن الوعظ بما يكون حسناً في نفسه ، ومؤثراً في غيره ، بحيث يكون جاذباً للقلوب ، ومقرّباً للمطلوب.
وجاء في الآية الشريفة بعد الأمر بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة الأمر بالجدال بالتي هي أحسن.
وقد فُسّرت في حديث الإمام العسكري 7 بالحجج الإلهية.
مثل التي بيّنها الله تعالى لنبيّه الأكرم في جواب من قال : (قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)؟
فقال الله تعالى في ردّه : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ)[٣] كما في حديث التفسير [٤].
وأهل البيت : هم المثل الأعلى للدعوة إلى سبيل الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
ومن لاحظ سيرتهم ومواعظهم الحسان أيقن بذلك غاية الإيقان.