وقد شهدت لهم الكائنات بأوثق البيّنات ويكفينا واحدة منها منقولة من طرق الفريقين وهو حديث رسول الله 6 أنّه قال لعلي بن أبي طالب 7 : «يا أبا الحسن كلّم الشمس فإنّها تكلّمك.
قال علي 7 : السلام عليك أيّها العبد المطيع لله.
فقالت الشمس : وعليك السلام يا أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، يا علي أنت وشيعتك في الجنّة ، يا علي أوّل من ينشقّ عنه الأرض محمّد ثم أنت ، وأوّل من يحيا محمّد ثمّ أنت ، وأوّل من يكسى محمّد ثمّ أنت.
ثمّ انكبّ علي ساجداً وعيناه تذرقان بالدموع ، فانكبّ عليه النبي 6 فقال : يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات» [١].
وبهذا يجزم الإنسان بوصايتهم ، ويتّضح له بالعيان إمامتهم ، وينطق بشهادتها المكمّلة للإيمان. والشهادة بالإمامة لا تفارق الشهادة بالرسالة منذ اليوم الأوّل إلى يوم القيامة ، وأمرنا بالإتيان بها ، ولا يستطيع أحد أن يتخلّف عنها كما تلاحظه في أحاديثنا الكثيرة [٢].
فيلزم الإتيان بها في كلّ مقام بعد الشهادة بالرسالة حتّى في الأذان ، فالشهادة فيه منن شعائر الإيمان ، ومن علائم تشيّع الإنسان ، الموجب للفوز بالجنان.
كلّ ذلك يؤكّد حتميّة الشهادة بالإمامة وعلميّة ما جاء في الزيارة الجامعة : (وأشهد أنّكم الأئمّة).
[١] بحار الأنوار : ج ٤١ ص ١٦٩ ب ١٠٩ ح ٥ المروي بطريق العلاّمة والخوارزمي.