الشرح : الإسراج اشتقاق جعلي من لفظ سرج وهو جامد لأنّ كلّ لفظ يتوقّف جريان الحدث في معناه فهو جامد ، ويكون الاشتقاق منه خلافاً للأصل ، لأنّ معنى الجريان والتحوّل الذي هو من لوازم المصادر لا يوجد فيه ، مِن ثَمّ يسمّى هذا النوع من الاشتقاق الاشتقاق الجعلي ، وقولهم في تعرّف التعدية بـ « جعل الشيء ذا مصدره » مبنى على التغليب أو أنّ القصد هو المصدر المطلق الذي هو المبدٔ ومعنى أسرج جعله ذا سرج كما لا يخفى .
الإلجام : نظير الإسراج وهو مأخوذ من اللجام وهو معرب لكام تحقيقاً كما جزم بذلك الجوهري ولا وجه لترديد الفيّومي والخفاجي .
تنقّبت : يحتمل لهذا اللفظ وجوه منها ما ذكرها العلماء ومنها ما اختصصت باستنباطه .
منها : أنّه مأخوذٌ من النقاب الذي تضعه المرأة على وجهها حقيقةً وذلك إشارة إلی ما كان يفعله القوم في الحروب حين ينتقبون ، وهذا الوجه ذكره في البحار [١] . [٢]
الوجه الثاني : أن يكون من ذلك المعنى على وجه الاستعارة فإنّ النساء ينتقبن حين الخروج من منازلهنّ ومثلهنّ الرجال حين يخرجون إلى الحرب يحملون
_________________
[١] بحار الأنوار ١٠١ : ٣٠١ ط طهران . ( هامش الأصل ) و ٩٨ : ٣٠٢ : قال الكفعمي : يمكن أن يكون المعنى مأخوذاً من النقاب الذي للمرأة ، أي اشتملت بآلات الحرب كاشتمال المرأة بنقابها فيكون النقاب هنا استعارة .
[٢] ( يشهد له ما في البحار ٣٥ : ٦٠ ط طهران . ابن عبّاس قال : لمّا نكل المسلمون عن مقارعة ( قارع القوم : ضارب بعضهم بعضا ) طلحة العبدوي تقدّم إليه أمير المؤمنين 7 ، فقال طلحة : من أنت ؟ فحسر لثامه ) ( ما كان على الأنف وما حوله من ثوب أو نقاب ) فقال : أنا القضم : ( السيف ) عليّ بن أبي طالب .
اسم الکتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور المؤلف : ميرزا أبي الفضل الطهراني الجزء : 1 صفحة : 392