responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور المؤلف : ميرزا أبي الفضل الطهراني    الجزء : 1  صفحة : 254

أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ [١] ..

_________________

المؤمن عرش الرحمن » ، « والعرش معدن أنوار الله » و .. .

وأمّا الجواب عن السؤال الثاني ، نقول : في هذه العبارة نوع من الخضوع والتواضع كأنّما الزائر يقول : لمّا كان سلامي زهيداً لا يعدل شيئاً ، فليس من اللائق أن اُقدّمه للمولى ، ولكن سلام الله يليق بجنابه لذلك أقدمه له هديّة ، كما قال الشاعر :

سلام من الرحمن نحو جنابه

فإنّ سلامي لا يليق ببابه

درود خدا بر جنابش بود

سلامم نه لايق به بابش بود

وأمّا الجواب عن السؤال الثالث : لمّا كان الوافد للزيارة يهوىٰ أن يقدّم هديّة لمولاه لكي يزداد عنده قرباً بهذه الوسيلة فلم يجد أجدر به من سلام الله ، فيقول : سلام الله عليك منّي اُقدّمه هديّة لجنابك .

ويقال في الجواب عن السؤال الرابع : إنّ من استضاء بنور الحقّ وصار نورانيّاً ومصداقاً من مصاديق الآية الشريفة ( يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ) [ النور : ٣٥ ] واستطاع المخاطبة بلسان الحال : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) فإنّ شخصاً كهذا بإمكانه تبليغ سلام الله فيقول : « عليك منّي سلام الله ... » . ( المحقق )

[١] « أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار .. » .

١ ـ الأبد معناه الدهر .. لأنّ الإنسان مخلوق للبقاء وحقيقته دهريّة ، والأبد عمر الدهر ومدّته ، وحينئذٍ يريد من الله تعالى أن يدوم هذا السلام ويتخطّى الدنيا والآخرة ويبقى بقاء الدهر . وبناءاً على هذا يكون « أبداً » ظرفاً لما بقيت مقدّماً عليه « وبقي الليل والنهار » وهما ميزان الزمان . ومعنى قوله « أبداً » أي ما دام الزمان ودام الليل والنهار فإنّ هذا السلام باقٍ . وخلاصة المعنى طبقاً لهذا الاحتمال يكون كما يلي : سلامي عليك ما بقيت ببقاء الدهر وبقاء الليل والنهار وهما بقاء الزمان .

٢ ـ الأبد يأتي بمعنى الزمان الطويل ، كما احتمل ذلك الشيخ الطريحي [١] . وبناءاً على هذا يكون معنى العبارة كما يلي : من حين زيارتي إلى آخر عمري وما دام لليل والنهار بقاء ووجود فهذا السلام باقٍ وموجود .

٣ ـ الأبد : ما لا آخر له ، ويقابل ما لا أوّل له ، وهو ذات الربوبيّة ، وبناءاً على هذا الاحتمال يكون المعنى كما يأتي : سلامي عليك إلى ما لا نهاية من يومي زيارتي إلى آخر وجودي وما دام الليل والنهار . ( المحقق )

_________________

[١] عبارة الطريحي هكذا : وعن الراغب الأمد والأبد متقاربان لكن الأبد عبارة عن مدّة الزمان التي ليس لها حدّ محدود ولا يتقيّد يقال : أبداً كذا . والأمد مدّة محصورة إذا اُطلق وينحصر نحو أن يقال : أمد كذا . ( مجمع البحرين ١ : ٩٩ ـ المترجم )

اسم الکتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور المؤلف : ميرزا أبي الفضل الطهراني    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست