responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور المؤلف : ميرزا أبي الفضل الطهراني    الجزء : 1  صفحة : 208

وفي بعضها : سمّيتني فاطمة وفطمت بي من تولّاني وتولّى ذرّيّتي من النار [١] .

ويذكر هذا في وجه المناسبة . وجميع هذه الأخبار مذكورة في العلل ، الأوّل في العيون ، والثاني في المعاني ، والثالث في البحار عن الأمالي .. [٢] .

وتوجد هذه الرواية في كتب أهل السنّة أيضاً بعبارة قريبة من الروايات المذكورة ، ففي ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري رواها بثلاثة طرق ، وفي مودّة القربى والينابيع مرويّة أيضاً ، وفي سائر كتبهم وليس مقامنا مقام الاستقصاء هنا .

وورد في هذه الأخبار إشكال ذكره العلماء وملخّصه : إنّ لفظ فاطمة اسم فاعل ومعناه فعل الفطام من اللبان ومقتضى الأخبار الآنفة أن يكون اسمها « مفطومة » لا فاطمة . وأُجيب على هذا السؤال بعدّة أجوبة :

الأوّل : إنّه اسم فاعل بمعنى المفعول ، مثل ماء دافق و ( عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ) [٣] وهذا غاية في البعد ، لأنّ في الأمثلة المذكورة يحمل على المجاز الإسنادي كما ذكره علماء البيان وغالباً ما يتبادر إلى أذهان النحاة السطحيّين الذين لم يدركوا لباب لطايف العربيّة وصفو بدايع الكلام هذا المعنى .

الثاني : أنّ فعل « فطم » لازم ومتعدّي وهذا الاحتمال ذكره الفاضل المجلسي قدس‌سره مع ذكره الاحتمال الأوّل ، وهذا الاحتمال استظهره من عبارة القاموس حيث قال : أفطم السخلة حان أن تفطم فإذا فطمت فهي فاطم ومفطومة وفطيم [٤] ، انتهى .

ودلالة هذه العبارة على الاستعمال على وجه اللزوم ممنوعة بل يدلّ ظاهره ـ إن صحّ النقل ـ على صحّة الاحتمال الأوّل مثل « سرّ كاتم » و « مكان عامر » الذي

_________________

[١] بحار الأنوار ٨ : ٥٠ . ( المترجم )

[٢] بحار الأنوار ٤٣ : ١٢ ط طهران ، وإحقاق الحق ١٠ : ١٦ ـ ٢٤ نقل هذه الأحاديث بالتفصيل .

[٣] الحاقّة : ٢١ .

[٤] القاموس ١ : ١٤٧٨ نشر المكتبة العلميّة بيروت . ( المترجم )

اسم الکتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور المؤلف : ميرزا أبي الفضل الطهراني    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست