اسم الکتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور المؤلف : ميرزا أبي الفضل الطهراني الجزء : 1 صفحة : 168
« يمر » وتكون صفته المشبّهة « يمير » إلّا أن يلتزم القائل بهذا بقلب الياء إلى همزة اعتباطاً وعلى خلاف القياس ليكون المصداق الحقيقي للمثل المعروف « زاد في الطنبور نغمة » .
الوجه الثاني : تكون هذه الكلمة على سبيل الحكاية لأنّ أمير المؤمنين كفيل بإيصال الميرة والطعام إلى أهل الإيمان ، فقال : « أنا أمير المؤمنين » [ فتكون كلمة أمير فعلاً مضارعاً ـ المترجم ] فكانت هذه الجملة اسمه المبارك نظير تأبط شراً ، وهذا الوجه وإن كان أقرب من الوجه الأوّل [١] ولكنّه ضعيف أيضاً لأنّ الجملة إذا سمّي بها لا يتغيّر إعرابها وعلى هذا ينبغي أن يكون لفظ « أمير » مضموم دائماً حتّى إذا كان منصوباً أو مجروراً ولا تغيّره العوامل لأنّه فعل وجزء الكلام وهو بالضرورة فاسد ومختل ، وفي الوجهين إشكال مشترك ومعلوم من الأخبار المتواترة أنّ لفظ « أمير » مأخوذ من الإمرة كما قال 6 : « سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين » [٢] . وهذا الحديث متواتر من جهة الشيعة وهو مروي في صحاح أهل السنّة والجماعة ومسلَّمٌ به ولم يقدح في الكتب الكلاميّة في سنده غالباً ، مِن ثَمّ يكون القول في اشتقاقه من مار باطلاً ، وظهور الرواية التي أُبيّنها بعد ذلك يمنع منه .
الوجه الثالث : والذي أقطع به وذكره الشيخ الطريحي في كتابه مجمع البحرين في مادة « أمر » إجمالاً عن بعض الأفاضل وحكي عن العلّامة المجلسي أنّه مختاره ونعم الوفاق ، وبيانه على وجه التقريب بنظري القاصر كما يلي : لمّا كان أمير المؤمنين بما يقتضي كونه مدينة العلوم وهو ذو أعلى مراتب الولاية وهي الرياسة على عامّة القلوب والنفوس وجميع الأرواح الملكوتيّة والملائكة