responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح زيارة عاشوراء المؤلف : الفاضل المازندراني    الجزء : 1  صفحة : 79

[شرح «فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتَ بِمَا يَدْعُو بِهِ ...»]

قوله 7 : * (فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتَ بِمَا يَدْعُو بِهِ مَنْ زَارَهُ مِنَ المَلَائِكَةِ) * هذه العِبارة كَما ترى صريحةٌ في أنَّ هذه الزِّيارة بعينِها هي زيارةُ المَلائِكة ، وبِها يُزورونَ الحُسين 7.

وعلى هذا فيشكل الأمر في قوله 7 «بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي» ، إذ هذه العبارة إنَّما تصحُّ مِن البشرِ دونَ الملَك ، إذ ليس له أبٌ وأَمٌ ، اللهُمَّ إِلَّا أن يوجّه ويُقال أنَّ هذا التَّركيب مِن المنقُولاتِ العُرفية ، فهو شبيهٌ بالمَجاز المُركَّب ، كقولهِم : «أَرَاكَ تُقدِّمُ رِجْلاً وَتُؤخِّرُ أُخْرَى» ، «وَفُلَانٌ جَبَانُ الكَلْبِ» [١] ، «مَهْزُولُ الفَصِيْل» ، «طَويلُ النَّجَاد» [٢] ، وإن لم يكن ثمَّة تقدّم رِجْلٌ وتأَخرها ، ولَا كلبٌ ولا فَصيلٌ ولا نجادٌ ، وإنَّما المَقصودُ مِنهَا المَعانِي الثَّواني من التحيَّر والتَّرددِ والجُودِ وطُولِ القَامة وَنحوِ ذلِك.

فكذلِك هذا التَّركيب ، إِذ ليس المُرادُ بقولِ القَائل «بأبِي أنتَ وأُمّي» التَّفدية بأبَويهِ ، بَل المُرادُ بنفسِهِ ، إمَّا حَقيقةً أو مُبالغة فِي التَّواضع


[١] جبان الكلب : كناية عن الكرم والسخاء (لسان العرب والقاموس المحيط وتاج العروس مادة «جبن») ، ومنها قول حاتم الطائي :

فَإِنِّي جَبانُ الكَلبِ بَيتي مُوَطِّأً

أَجُودُ إِذَا مَا النَّفْسُ شَحَّ ضَمِيرُهَا

[٢] طويل النجاد كناية عن طول القامة ، والنجاد هو السيف (لسان العرب وتاج العروس).

اسم الکتاب : شرح زيارة عاشوراء المؤلف : الفاضل المازندراني    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست