مَبلغَاً تُعادل مُصِيبة كُلّ نَبِيّ ، وَرَسولٍ وَوصيّ وَصدِّيق وَشَهيد مَاتَ أَو قُتِل مُنذ خَلق اللهُ الدُّنيا إلى أن تقوم السَّاعة ، فَالمُصابُ بِهَذهِ المُصِيبةِ العَظيمةِ بِمنزِلَةِ المُصابِ بِجَميعِ تِلكَ المَصائب ، فَلِأَجْل ذَلكَ «كَانَ لَهُ ثَوَابُ مُصِيبَةِ كُلِّ نَبِيٍّ وَرَسُولٍ» أي مِثل ثوابها ، ومِقدَار ثَوابها ، إِذ الثَّواب المَزبور مِن آثارِ المُصِيبة ، والتَّساوي في الآثَار ، يَستلزِم التَّساوي فِي مبادِئِها.
فَإِن قُلتَ : مَا ذَكَرَهُ 7 أوَّلاً هُو ثَواب الزِّيارة ، وَمَا ذَكرهُ أَخيراً ثَواب المُصيبة ، والزِّيارَة غير المُصِيبة ، وليسَ بِوَاجبٍ إِرجاع ثَواب أَحدَيهما إلى ثوابِ الأُخْرى ، بَل قَضِية تَعدُّد الأَسبابِ تعدَّد مُسبِّباتِها ، والمَفرُوض في كلامِهِ 7 كون البعيد جامِعاً بينَ الزِّيارةِ والمُصِيبة حَيثُ قال : «وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِالسَّلَامِ وَاجْتَهَدَ عَلَى قَاتِلِهِ بِالدُّعًاءِ ـ إلى أن قال ـ ثُمَّ لْيَنْدُبِ الحُسَيْنِ 7 وَيَبْكِيهِ وَيَأْمُرُ مَن فِي دَارِهِ بِالبُكَاءِ عَلَيْهِ ، وَيُقِيمُ فِي دَارِهِ مُصِيبَتَهُ بِإِظْهَارِ الجَزَعِ عَلَيْهِ».
فقلوه : «فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كُتِبَ لَهُ ثَوَابُ أَلْفِ أَلْفِ حَجَّةٍ ، وَأَلْفِ أَلْفِ عُمْرَةٍ» كلمة «ذَلِكَ» إشارةٌ إلى مجموعِ الأمرين مِن زيارتِهِ ومُصيبَتِه ، فالمذكورُ أوَّلاُ ثوابُ الزِّيارة ، والمذكورُ أخيراً ثواب المُصِيبة ، فَلِمَ حَكَمتَ بِاتَّحدِهما؟!
قلتُ : ما ذكرَهُ 7 هو ثوابُ مجموع الزِّيارةِ والمُصيبةِ لقولِهِ 7 : «مَنْ زَارَ الحُسَيْنَ 7 يَوْمَ عَاشُورَاءَ حَتَّى يَظَلَّ عِنْدَهْ بَاكِياً».
فقوله 7 : «وَيُقِيمُ فِي دَارِهِ مُصِيبَتَهُ بِإِظْهَارِ الجَزَعِ عَلَيْهِ» إشارةٌ إلى حديثِ مُصيبتَهِ إِذ قد بَيّنَ المُصيبةَ بقولِهِ : «وَيُقِيمُ فِي دَارِهِ بِإِظْهَارِ الجَزَعِ عَلَيْهِ» وهذا المعنى مِمَّا