responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 76

الأمر ؛ إذا فاته الصواب فيه.

ثمّ إنّ السائل لمّا سأل من الله تعالىٰ المغفرة عن الذنوب الموصوفة بالأوصاف المذكورة ، انصرف عن التوصيف فقال : ( اللّهمَّ اغفر لي كلّ ذنبٍ أذنبته ) في مدة عمري ، صغيرة كان أو كبيرة ، عمداً كان أو سهواً ، قولاً كان أو فعلاً ، جناناً كان أو أركاناً ، سواءً كان صدوره عني في زمن الصبا والترعرع ، أو في أوقات البلوغ والتكليف ، فإنّك قلت في كتابك الكريم : ( إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) [١]. ومن ذا الذي يغفر الذنوب جميعاً إلّا أنت ).

( اللّهُمَّ إنِّي أَتَقرَّبُ إلَيكَ بِذِكْرِكَ )

بيان المراد من الذكر

أي بذكري إياك ، اُضيف المصدر إلىٰ المفعول.

المراد بالذكر : إمّا معناه المصدري ، يعني : بتذكّري إياك في كلّ حال أتقرّب إليك ، أراد : أنّ غاية تذكّري إياك هي التقرّب إليك ، وكمال التقرّب إليه تعالىٰ هو التخلّق بأخلافه ، كما ورد : ( تخلّقوا بأخلاق الله ) [٢]. وورد ( تخلّقوا بأخلاق الروحانيين ).

وحقيقة الذكر حضور المذكور لدىٰ الذاكر ، وهو تعالىٰ أجلّ ذاكر لأبهىٰ مذكور ، هو ذاته لذاته ، كما في الدعاء : ( يا خير الذاكرين ) [٣]. فذكره تعالىٰ في مرتبة ذاته كلامه الذاتي ، وعلا بذاته الذي هو حضور ذاته بذاته لذاته ، بمعنىٰ : عدم انفكاك ذاته عن ذاته تعالىٰ. وفي مرتبة فيضه المقدّس وفعله الأقدس ذكره أمره الإيجادي ، وكلمة : « كُنْ » الوجودية. ولذا قال الشاعر :

فلمّا أضاء الليل أصبحت عارفاً

بأنّك مذكور وذكر وذاكر

_____________________________

[١] « الزمر » الآية : ٥٣.

[٢] انظر « بحار الأنوار » ج ٥٨ ، ح ١٢٩.

[٣] « المصباح » للكفعمي ، ص ٣٣٤.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست