responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 33

ليس الوجود جوهراً ولا عرض

عند اعتبار ذاته بل بالعرض [١]

( وَبِسُلْطَانِكَ الذي عَلا كُلَّ شَيء )

السلطان : الحجّة والبرهان. وقوله تعالىٰ : ( وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ) [٢] يجوز أن يكون بمعنىٰ الغلبة والتسليط ، ويحتمل أن يكون بمعنىٰ الحجّة ، أي يجعل لكم حجّة وبرهاناً. والسلطنة : القوة والغلبة.

علا يعلو : ارتفع وتفوّق ، وفاق.

وفي القاموس : « السلطان : الحجّة ، وقدرة الملك ـ ويضم لامه ـ والوالي » [٣].

وهاهنا بجميع معانيه صادق عليه تعالىٰ ؛ لأنّ حجّته وبرهانه وسلطنته وغلبته وكذا قدرته وتوليته علت وفاقت علىٰ جميع الأشياء.

ثم إنّ من حججه وبراهينه خلفاءه تعالىٰ في أرضه ، وأمناءه في بلاده الذين افتتحت منهم الباديات ، واختتمت بهم العائدات ، كما ورد : ( بكم فتح الله وبكم يختم ) [٤]. فإنّه لمّا كان مقامهم بحسب الروحانية مقام العقول الكلّية ـ وهي وسائط جوده تعالىٰ بحسب النزول ، وروابط الحوادث بالقديم بحسب الصعود ـ كان افتتاح الفيض منهم واختتامه بهم.

فهم : ـ بشراشر وجودهم ـ حجج الله تعالىٰ علىٰ عباده ، التي لا تعلوها حجّة سوىٰ ذاته تعالىٰ ؛ إذ عقولهم الصحيحة الكافية المستكفية حجج علىٰ العقول ، ونفوسهم المطمئنة المعلّمة حجج علىٰ النفوس ، وأقوالهم الشافية الوافية حجج للمحبين ، وأفعالهم الخالصة الصافية حجج للعالمين المستكملين المسترشدين.

ومن حججه وبراهينه النفوس المتعلّمة بالأسماء بالقوّة ، كما ورد عن أمير

_____________________________

[١] « شرح المنظومة » للسبزواري ج ٢ ، ص ١٧٢.

[٢] « القصص » الآية : ٣٥.

[٣] « القاموس المحيط » ج ٢ ، ص ٥٣٩ ، مادة « السلط ».

[٤] « بحار الأنوار » ج ٩٨ ، ص ١٥٣ ، ٢١٢.

اسم الکتاب : شرح دعاء كميل المؤلف : آية الله السيّد عبد الأعلى السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست