يضم كتاب الرجال للشيخ النجاشي تراجم ومصنفات ، وكان لمؤلفه منهجية في كل منهما ففي مجال الرجال كان يقوم بدور الدارس الفاحص الناقد ، وفي مجال المصنفات يقوم مرة بتعدادها ، واخرى بدارستها وبيان محتوياتها فكان يشير الى حجم الكتاب بقوله : ـ «كبير ، كبير جداً ، صغير» ويرادفه أحيانا لفظ «حسن» ، واذا شك في صحة نسبته الى ذلك الرجل أشار اليه «منسوب» وله في هذا الشان لفتات جميلة كقوله : «منسوب الى علي بن الحسين بن فضال : وقالوا انه موضوع عله لا اصل له والله اعلم» ، و «إن هذا الكتاب الصق روايته إلى أبي العباس بن عقدة وأبى الزبير». وقال عن أحد الكتب : ـ انه كبير حسن قد ادخل فيه بعض المتأخرين أحاديث تدل على فساد ، ويذكر تباين أقاويل الصحابة وقال : انه كتاب كبير حسن ، وفيه الطعون على المتقدمين على امير المؤمنين. وقال : وهو كتاب الصلاة وهو يوافق كتاب ابن خانبة وفيه زيادات في الحجم ، وان احد الكتب ينتهي الى عام ٣٢١ هـ ، ثم حصل عليه ذيل منذ عام ٣٢٢ هـ ، فدخلت فيه زيادات كثيرة [١]. ان هذه النصوص التي اوردناها من كتاب «الرجال» تكشف عن عمق القراءة التي كان يقوم بها الشيخ