أي جذور الكرم ، يقال «كريم» لمن يتخلق بصفة الكرم والجود ويكون أهلاً له ، أو يقال لمن كان جامعاً تتسجد جميع للخيرات والشرف والفضائل فيه ، وقد تجسّد كلا المعنيين في أئمّة الشيعة : في أعلى مراحل الكمال.
وقد ورد في كرم أمير المؤمنين 7 أنّه جاءه أعرابي فقال : يا أمير المؤمنين إنّي مأخوذ بثلاث علل ، علّة النفس وعلّة الفقر وعلّة الجهل ، فأجاب أمير المؤمنين 7 :
«يا أخا العرب علّة النفس تعرض على الطبيب ، وعلّة الجهل تعرض على العالم ، وعلّة الفقر تعرض على الكريم».
فقال الأعرابي : يا أمير المؤمنين أنت الكريم ، وأنت العالم ، وأنت الطّبيب.
فأمر أمير المؤمنين 7 بأن يعطى من بيت المال ثلاثة آلاف درهم ، وقال : «تنفق ألفاً بعلّة النّفس وألفاً بعلّة الجهل ، وألفاً بعلّة الفقر»[٢].
[١] بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤٨ ، ص ١١٥ ، عن اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ٢ ، ص ١٠٨.
[٢] بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤١ ، ص ٤٣ ، عن جامع الاخبار : ص ١٥٨ و ١٥٩.
وكذلك من لطائف ما ورد في كرم مولانا الامام أمير المؤمنين 7 ، جاء في تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان ، وعلي بن حرب الطائي ، ومجاهد ، وبأسانيدهم ، عن ابن عباس ، عن أبي هريرة ، وروى جماعة هم عاصم بن كليب ، عن أبيه ، اللّفظ له : عن أبي هريرة أنّه جاء رجل إلى رسول الله ، فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله إلى أزواجه : فقلن : ما عندنا إلّا الماء ، فقال رسول الله 6 : من هذا الرجل الليلة؟ فقال علي : أنا يا رسول الله ، وأتى فاطمة وسألها : ما عندنا يا بنت رسول الله؟
فقالت : ما عندنا إلّا قوت الصّبية ، لكنّا نؤثر به ضيفنا.
اسم الکتاب : أنوار الولاية الساطعة في شرح الزيارة الجامعة المؤلف : السيّد محمّد الوحيدي الجزء : 1 صفحة : 32