responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 68

ومن عجائب مملكة الأندلس

قال أهل التاريخ :

إن في مملكة الأندلس أربعة وعشرين مدينة كان يملكها رجل واحد ، وكان دينهم دين الروم الصابئة ، وفي هياكلهم أصنام الكواكب ، ثم تنصرت الروم ، وتنصروا ، وكانت لهم [١] حكم ومعرفة ، وكان في مملكتهم بيت مغلوق قد احتكمه من كان قبلهم ، وقالوا : ما دام هذا مغلقا لا يملكنا عدو ، وعرف ذلك بينهم جيل بعد جيل ، وكان كل من ملك بلدهم وسمع بذلك احتكم عليه قفلا هكذا / إلى أربعة وعشرين قفلا على عدد من وليهم من الملوك ، ثم بعد ذلك ، وليهم رجل اسمه : لذريق ، وكان طماعا شرها قد ابتلي بمحبة المال وجمعه ، فلما استقر به الحال طاف بالمملكة وعرض آلة القتال ، ثم خزائن الذخائر ، وبيت المال ، ورأى ذلك الباب ، فأمر بفتحه فأخبروه بما قد تسامعوا به من قديم الزمان ، وتداول بينهم ، وأن يخلّيه على حاله مصلحة وصونا له ولبقاء مملكته ، فلم يلتفت إلى كلامهم ، وأبى إلا فتحه أو كسره ، فبلغ أهل المدينة فضاق بهم ذرعا وتشاءموا ، ثم أنهم اجتمعوا إليه وبذلوا له كثيرا من الأموال على أن يتركه على حاله ، فلم يقبل منهم ، فتفرقوا عنه ، فأحضر أرباب الصنائع فعجزوا ، فعالجوه أياما فلما فتحه وجد داخله فرسانا وركبانا فوق خيل شهب على صور العرب عليها عمائم حمر ، وفي تلك السنة فتحت الأندلس ، وتولى فتحها طارق بن نصير [٢] في سنة اثنين وتسعين أيام عبد الملك بن مروان ، ومسك لذريق فقتله ، وسبى وغنم.

ومن جملة ما وجدوه داخل ذلك البيت مرآة سليمان 7 ، وكانت من ذهب عليها أطواق من جوهر ، مفصلة كالمرآة العجيبة التي ينظر منها الأقاليم السبعة ، وهي مدبرة من أخلاط ، وأواني من ذهب كأنه لسليمان 7 ، والزبور مكتوب بخط يوناني جليل دفاته ذهب مفصل بجوهر ، واثنين وعشرين مصحفا من النورية محلاة بالذهب ، ومصحف محلى بفضة يتضمن منافع الأشجار والأحجار والدواب والطلسمات العجيبة ، فحملوا ذلك إلى الوليد. وأيضا مصحف فيه عمل الصنعة ، وأصناف اليواقيت ، ووجدوا فقاعة عظيمة من حجر أخضر مملوءة بإكسير الكيمياء مختومة بالذهب ، ولما فتحت هذه المدينة نزلها المسلمون فتفرقوا بمدنها إلى أن جاء إليها عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك في سنة / ثلاث وثلاثين ومائة ، فغلب عليها وذريته فيها إلى اليوم.


[١] في المخطوط : له ، وهو تحريف.

[٢] كذا في المخطوط ، والمعروف طارق بن زياد.

اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست