responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 405

فما مضى من الدنيا فحلم ، وما بقي فأماني. وأما الشيطان : فأطيع فما نفع وعصى فما ضر. وأن طريق التقوى سلوكه هين ، إذا رابك شيء فاتركه ، والنفس تنقاد إلى الخير إذا عودتها ، كما قال صاحب البردة :

النفس كالطفل إن تهمله شبّ على

حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

وقال بعضهم :

مصائب الدنيا خمس : المرض في الغربة ، والفقر بعد الغنى ، والعمى بعد البصر ، والعجز عند الكبر ، والحاجة عند اللئام.

ما قيل في التقوى :

اعلم أن التقوى حفظ خمسة أعضاء :

العين : من النظر إلى ما لا يحل لك أن تنظر إليه.

والأذن : عن ما لا يحل لك سماعه كالغيبة والملاهي وما أشبه ذلك.

وحفظ اللسان : عن ما لا يحل لك الكلام فيه كالغيبة والنميمة وفضول الكلام.

وحفظ البطن : من إدخال الحرام فيه.

وحفظ الفرج : من الزنا واللواط.

مع لزوم المفروضات ، وآداء حقوق الله ، وحقوق عباده. فمن كانت فيه هذه الخصال كان من المتقين ، واعلم أنك لو أفنيت عمرك في العبادة أليس الشأن كله في القبول؟ كما قال الله تعالى : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة : ٢٧]. فارجع العبادة كلها إلى التقوى ، وبهذا أوصى الله الأولين والآخرين فقال تعالى جل جلاله : (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ) [النساء : ١٣١].

/ ومما قيل في الرضى بقضاء الله سبحانه :

فعليك بالرضى بما قضى الله لك أو عليك من خير وشر ، ونفع وضر ، فإنك إن لم ترض بقضائه فلا تزال مهموما كئيبا مشغول القلب بأن تقول : لم كان كذا ولم كان كذا؟ وليس ملأته من الهموم بما كان وبما ليس ما يكون من أمور الدنيا؟ فعند ذلك يحل بك سخط الله سبحانه حيث لم يرضك قضاؤه وحكمه ، فقد قال تعالى فيمن لم يرض بقضاء رسول الله وأقسم : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء : ٦٥]. فهذا حال من لم يرض بقضاء رسول الله 6 ، فكيف حال من لم يرض بقضاء الله سبحانه؟

ولقد روينا في الأخبار : أن نبيا من الأنبياء ناله مكروه فشكى ذلك إلى الله سبحانه

اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست