responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 402

وإن لم تعجب الملك هديته ولا وقعت منه موقع القبول وردها عليه ، ورجعت قيمتها إلى الخسة كالدراهم أو الدانق ، وموجب ردها / كون صاحبها عرضها على غيره ولا قبل أن يقدمها له ، فكانت نفسه لخفاها خسيسة لعرضها على الناس.

وهكذا شأن العبادة التي يدخلها الرياء مردودة غير مقبولة.

فيا لله العجب من عابد يعرض عبادته على الناس ليحصل له شكر بغير عوض ، ويرد عليه عمله ، ويضرب [١] به وجهه كما قال تعالى : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) [الكهف : ١١٠]. فإياك والرياء في العبادة فإنه عمل بغير أجر ولا أجرة ، ومقت الله وغضبه زيادة على ذلك.

عن عطاء السلمي :

أنه قال : لو أن نارا أوقدت وقيل لي : إلق نفسك فيها ، فأصير لا شيء ولا تجمعني القيامة لمت من فرحي قبل وصولي إليها ، خوفا من العرض على الله سبحانه والوقوف بين يديه.

وقال أيضا :

إني لا أغبط نبيا مرسلا ، ولا ملكا مقربا ، ولا عبدا صالحا ليس أنهم يحضرون القيامة ويجاء بهم إليها ، إنما أغبط من لم يخلق ، كما قال عمر بن الخطاب : ليت أم عمر لم تلد عمرا.

ما قيل في الغيبة وشؤمها :

اعلم أن مثل الذي يغتاب الناس كمثل رجل نصب منجنيقا فهو يرمي به حسناته يمينا وشمالا.

وقال شخص للحسن : إن فلانا يغتابك ، فبعث إليه بطبق فيه رطب ، وقال : بلغني أنك أهديت لي حسناتك فأحببت أن أكافئك عليها.

ونظر بعض الصالحين رجلا يكثر كلامه في اللغو فقال له : أمسك لسانك ، إنما أنت كاتب مقالك في كتاب إلى ربك بخط شاهدي عدل وهم أحفظ عليك فيقرأ ما فيه على رؤوس الأشهاد يوم القيامة.

ما قيل في التوبة :

لعل قائل يقول : ما يمنعني من التوبة / إلا لعلمي من نفسي أني أعود إلى الذنب ، فلا فائدة فيها.


[١] في المخطوط : يظرب ، وهو تحريف.

اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست