عبرة
يا ظبية البان عودي المبتلى وعدي
فكم بنبيل المنى يا منيتي تغدي
ويا زمان الرضى هيهات ثانية
ويا ليالي المنى بالله لا تردي
أنا الذي ضعت مني يوم بينهم
وها أنا ناشد إياي لم أجد
لي ظبية من بنات الترك مايسة
تلين عطفا وتسطو سطوة الأسد
لو أنها خيرت في خلق صورتها
جاءت كما هي لا تنقص ولم تزد
فقال خلفته لو مات من ظمأ
وقلت قف عند ورود الماء لم ترد
قالت صدقت الوفاء والصدق عادته
يا برد ذاك الذي قالت على كبد
وأمطرت لؤلؤا من نرجس
وسقت وردا وعضت على العنّاب بالبرد
ثم انثنت تبكي وهي قائلة :
قوموا انظروا كيف فعل الظبي بالأسد
لا تعجبوا الغزال إن صاده الأسد
بل اعجبوا بغزالة صادت الأسد
في طبيب يهودي
قالوا : اليهودي طبيب
قد حاز في الطب ذكرا
فقلت : هذا محال
فاصغي لنظمي واقرا
وانظر لعينه عمشى
وسحنة الوجه صفرا
لو كان هذا طبيب
بصنعة الطب أدرا
داوى لعينيه قدما
من القماش / وأدرى
ولا تعمم يوما
من بعض ما هو يخرا
وقال :
احذر علاج يهودي
في الطب إن كنت تسلم
كذا المسيحي أيضا
ذوا الجراح مرهم
أعداؤنا عن حقيق
قد نصه الله فاعلم
من ذا يسلم عدوا
روح له ذاك أبلم
واليوم كم من يهودي
عند الملوك مقدم
وانظر فكم من مسيحي
لمالها قد تسلّم
فذا زمان خبيث
بيت الصلاح تهدم