responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 247

فلما فرغ قال : أعندك غير هذا فإني جائع؟

فقلت : نعم. وأتيته بالطعام ، وكان قد استوى ، فأكله.

ثم قال : ائتوني [١] بالطباخين.

فقال : ويلكم ، ما سبب تأخير طعامكم؟

فقالوا : قد استوى.

فقال : أحضروه ، فإني جائع.

فحضر ثلاثون قدرا في غاية العظم فيها ما يكفي جيشا. فلما وضعوه بين يديه أكل منه إلى آخر الناس.

وسبب موته يا أمير [المؤمنين][٢] فيما بعد أن مستوفى ذلك أنه دخل عليه فلاحين معهم أنواعا من الخدمة فرأى من جهة مقعده بغلين محملين ، فقال : ما حمول هؤلاء؟

فقيل : أحدهم بيض مسلوق والآخر تينا.

وكان كلما رفع / السماط من بين يديه وشرعوا يقشروا له البيض والتين ، وهو يأكل بيضة وتينة حتى أفرغوا ما في الحملين ، فانتخم من ذلك ومرض ومات.

ومن غرائب ما وقع لسليمان أمير [المؤمنين][٢] في موته مما تقدم ذكره :

أنه لبس في يوم جمعة لباسا فاخرا عظيما وطلب عمائما كثيرة ، فلم يزل يلبس واحدة بعد واحدة والمرآة في يده إلى أن أعجبته فلبسها ، ثم أخذ بيده محضرة وصعد المنبر وهو ينظر في أعطافه عجبا ، ثم لما عاد من الجامع وقف بين يديه : أعوانه ، وخدمه ، نظر إليهم وإلى نفسه وقال : ـ أنا الملك المهاب ، المنيع الحجاب ، الكريم الوهاب.

ثم لما دخل إلى بعض حجره تمثلت له بعض جواريه ، فقال لها : كيف ترين أمير [المؤمنين]؟

فقالت : أراه منا النّفس ، وقرة العين ، لو لا مقال الشاعر.

فقال : ويلك ، وما مقاله؟

فأنشدت :


[١] في المخطوط : أتوني ، وهو تحريف.

[٢] هو يسقط لفظ المؤمنين دائما ولفظ رضي الله. ويترك أمير. وعنه وأحسب أن ذلك اختصارا منه إن لم يكن شيعيا.

اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست