مملكة / لكل مملكة منها لسانا لا يشبه الآخرين فأحببت بما أهديته استعطاف الأمير وصداقته.
هدية شجرة الدّر ... [١] لخطايا أمير المؤمنين المتوكل على الله :
وذلك في يوم المهرجان أهدت الناس للأمير على قدر منازلهم ووظائفهم ، وأهدت الحظايا على قدر مراتبهم.
فأهدت شجرة الدر عشرين غزالا تربية عليها أجلة الحرير المنسوجة بالذهب ، وقرون الغزلان ملبسة بالذهب المرصع عليها سروج لطاف صيني مذهب ، في وسط كل سرج خرج حرير لطيف من ركش لجامات من ذهب بعضها مملوء مسك [٢] والبعض عنبر خام ، والأخراج مغطاة بسلبه شباك اللؤلؤ ، يقود كل غزال وصيفة في غاية الجمال في أوساطهن [٣] مناطق الذهب المرصعة ، وفي يد كل واحدة قضيب من ذهب تتوكأ عليه في رأس القضيب جوهرة نفسية ، إلى غير ذلك.
فلما رأى الأمير ما أهدته [٤] سرّ سرورا عظيما ، وقال لحظاياه : من يهدني فليهدني هكذا.
فحسدوها حيث أنهم لم يقدروا على مثل ذلك وحظيت عنده أعظم مما كانت. فلا زالت الحظايا بها حتى سموها ، وماتت.
ومن ذخائر الملوك :
ما حكاه الأصمعي قال : دخل برمك بعد خالد بن يحيى البرمكي على ملك الهند ، فرفع محله ، وأكرمه. ثم لما مدّ السماط أمره بالأكل ، فأكل حتى اكتفى فرفع يده.
فقال له الملك : كل.
فقال : لا قدرة لي على الزيادة.
فقال الملك لبعض خدمه : ائتني بالقضيب.
فجاء به ، فأخذه منه ووضعه على بطنه ، فإذا الجوع قد لحقه حتى لكأن له أيام لم يطعم بزاد.
[١] موضع النقط كلمة غير ظاهرة بالمخطوط حيث كتبت بالحمرة التي لم تظهر جيدا في التصوير.