responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 203

ملكت [١] قلبه بمحاسنها.

فقال لترجمانه : قل لهذه [٢] الأسيرة إن دخلت [٣] في دين الملك يتزوجك ، ويجعلك حاكمة على كل جمل صليبا وشد زنار وإن أبيت قتلك شر قتلة.

فلما بلغها الترجمان مقال الملك ، غضبت وقالت : لا أرضاه خادما لبعلي ، أرضاه بعد الخروج من الإسلام بعلي.

فبلغ الملك مقالها ، فغضب فلطمها علج من علوجه على وجهها وعينها ، فصاحت : وامعتصماه.

فقال الملك : لا يجيئك المعتصم إلا / على البلق ، ثم أمر بها للسجن.

فعند ذلك استيقظ المعتصم من منامه مرعوبا مما رأى.

وأمر من ساعته بعرض الجيش وأن لا يتبعه إلا من له فرس أبلق ، وبرز من يومه ومعه ثمانين ألف فرس أبلق ، وتأخر من بقي من الجيش إلى أن حصلوا خيلا بلقا ولحقوه ، فلا زال يفتح ما في طريقه عنوة حتى وصل مدينة القسطنطينية ، فوجد أهلها متحصنون ، وقد جمع ملكها جيوشا لا يحصيهم إلا الله.

فنزل عليهم المعتصم وحاصرها ، وشدد الحصار إلى أن منّ الله عليه بفتحها.

فلما دخلوا جلس على سرير الملك واستعرض الأسرى قبل أن يستعرض حواصل الأموال ، فجاؤوه بما عندهم من الأسرى ، وإذا فيهم تلك الشريفة ، التي رآها في المنام وبقية آثار اللطمة في عينها فسألها عن خبرها ، فأعلمته بمقاله ، فخر لله ساجدا حيث حقق له ما رآه في نومه.

ثم طلب الملك فجاء يرفل في أغلاله وقيوده ، فأوقفه [٤] مع أمرائه وبطارقته ، ثم ذكر له ما قاله للشريفة ، وعرض عليه الجيش فإذا ليس فيهم فرس غير أبلق ، فصلب الملك على وجهه وجعل يعتذر للأمير مما وقع منه.

ثم اشترى نفسه وبلده وأهلها بمال عظيم ، وقام له بما تكلف في مجيئه وعمل على نفسه وأهل مملكته جزية تحمل كل عام ، وبنى بها جامعا عظيما هو باق إلى يومنا هذا ، والمسلمون يسكنون حوله وبه حارة المسلمين ، ولا زالت إلى أن فتحها الله على يد السلطان ابن عثمان ، وهي كرسي ملكه الآن أدامها [الله] دار السلام إلى يوم القيامة.


[١] في المخطوط : ملك ، وهو تحريف.

[٢] في المخطوط : هذا ، وهو تحريف.

[٣] في المخطوط : دخلتني ، وهو تحريف.

[٤] في المخطوط : فأوقعه ، وهو تحريف.

اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست