responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 132

اعمالكم ، فإني ارى نواميس هذا رفيعة جدا. فعرضوا [١] عليه أعمالهم ، فسّرّ سرورا كثيرا ، وزعم أنه بها من أمر موسى مأمون ، فأحضر موسى 7 وقال له : قد وقفت على سحرك ، وعندي من يوفي عليك.

يقول له ذلك ، والرعب في قلبه من موسى 7 ، لأنه حين رآه ألقى الرعب في قلبه. فوعدهم ليوم عيدهم على أن من غلب منهما / اتبعه الآخر. وكان جماعة من البلد اتبعوا موسى [٢] 7 ، وآمنوا به ، ففطن بهم فرعون فقتلهم.

عدة سحرة فرعون وجمعهم يوم الزينة :

فلما كان يوم عيدهم حضروا جميعهم ، وكان عدد السحرة على ما قيل : مائتي ألف ، وأربعين ألفا ، فعملوا من السحر والتماثيل والتهاويل ما يحير العقول ، من دخن ملون يرى منه وجوها ملونة ومشوهة ، منها : الطويل والقصير والمكريج والعريض ومنها المقلوب جبهته إلى أسفل ، ولخيته إلى فوق.

ومنها : ما له قرون ، ومنها : ما له خرطوم ومنها : ما له أنياب بارزة كالفيلة ، ومنها : ما له رأس ، ومنها : ما له آذان كآذان الفيلة ، ومنها ما هو يشبه القردة والشياطين والأبالسة والمردة.

ومن كل فن وصورة وذوو أجسام عظام تبتلع السحاب ، وحيات كالجبال بأجنحة تطير في الهواء ، ثم تصدم بعضها بعضا ، وحيات يشج النار من أفواهها تكاد تحرق الحاضرين. وحيات تطير ثم ترجع فتبتلع الحاضرين ، وعصى الخلق في الهوى وتصير حيات بشعور وأذناب ، فتهجم على الناس فتنهشهم بأفواهها ، وتلطشهم بأذيالها. ومنها ما له قوائم كقوائم البخت ، وأظهروا تماثيل في خلوق الشياطين.

وعملوا أدخنة تغشي الأبصار عن النظر ، فلا يرى بعضهم بعضا فيسمع لها أصواتا مخوّفة. ودخنوا بدخن يظهر للناظرين أشكالا حيوانية في صورة الثيران ترى في الجو راكبة على دواب تشاكلها ، ويصدم بعضها بعضا ، فتسمع لها قعاقع ، وضجة ، وأشكالا ، وأشباحا خضراء على دواب خضر ، وصور أسود هائلة تميل على الناس تكاد تحرقهم ، وتخطفهم وأشياء كثيرة من هذا الضرب. فلما رأى فرعون ذلك سرّ سرورا كثيرا.

وأما موسى 7 :

لما شاهد ذلك لم يرعه شيء ، وعلم أنها أفعال موهمة ، وإنما خاف الفتنة على من


[١] في المخطوط تكررت كلمة : فعرضوا ، فحذفت التكرار.

[٢] في المخطوط : اتبعوا إلى موسى ، وكلمة «إلى» زيادة فحذفتها.

اسم الکتاب : مختصر عجائب الدنيا المؤلف : الشيخ إبراهيم بن وصيف شاه    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست