responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء المؤلف : المحلاتي، الشيخ ذبيح الله    الجزء : 1  صفحة : 43

بناء المعتصم القاطول قرب سامرّاء

قال أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب الأصبهاني ـ الشهير ب «اليعقوبي» وب «ابن واضح» من نوابغ القرن الثالث المتوفّى بعد سنة ٢٧٨ ـ في تاريخ البلدان [١] : فلمّا قدم المعتصم بغداد في منصرفه من طرطوس في السنة التي بويع له بالخلافة وهي سنة ثمان عشرة ومأتين ، نزل دار المأمون ثمّ بنى دارا في الجانب الشرقي من بغداد وانتقل إليها وأقام بها في سنة ٢١٨ و ٢١٩ و ٢٢٠ و ٢٢١ وكان معه خلق من الأتراك وهم يومئذ عجم.

أعلمني جعفر الخشكي قال : كان المعتصم يوجّه بي في أيّام المأمون إلى سمرقند إلى نوح بن أسد في شراء الأتراك فكنت أقدم عليه في كلّ سنة منهم بجماعة ، فاجتمع له في أيّام المأمون منهم زهاء ثلاثة آلاف غلام ، فلمّا أفضت الخلافة إليه ألحّ في طلبهم واشترى ببغداد جماعة جملة منهم أشناس وكان مملوكا لنعيم بن حازم ، وأيتاخ كان مملوكا لسلام بن الأبرش ، ووصيف كان زرادا مملوكا لآل النعمان ، وسيما الدمشقي كان مملوكا لذي الرياستين الفضل بن سهل ؛ كان أولئك الأتراك العجم إذا ركبوا الدوابّ ركضوا فيصدمون الناس يمينا وشمالا فيبثّ عليهم الغوغاء فيقتلون بعضا ويضربون بعضا وتذهب دماؤهم هدرا لا يعتنون على من فعل ذلك.

فثقل ذلك على المعتصم وعزم على الخروج من بغداد فخرج على الشماسيّة وهو الموضع الذي كان المأمون يخرج إليه فيقيم به الأيّام والشهور ، فعزم أن يبني بالشماسيّة خارج بغداد مدينة فضاقت عليه أرض ذلك الموضع وكره أيضا قربها من بغداد فمشى إلى البردان بمشورة الفضل ابن مروان وهو يومئذ وزير ، وذلك في


[١] تاريخ البلدان : ٢٣ طبع النجف.

اسم الکتاب : مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء المؤلف : المحلاتي، الشيخ ذبيح الله    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست