responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب المزار المؤلف : القزويني، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 27

الأشرف ، وكان في ذلك الوقت لم يبلغ من السنّ إلّا مقدار عشر سنوات.

إنّه رأى في منامه أنّه واقف على ساحل بحر من البحور ، وجآء صبي بصورته إلى ذلك البحر ، فشرب ماء البحر كلّه فتعجّب الرائي من ذلك.

وإذا برجل واقف ، فقال له : أتعرف هذا الصبي؟! فقال : لا. فقال : هذا ولد ولد أختك فلان إبن فلان ، فانّه يكون عالما محيطا.

فانتبه من منامه متعجّبا حيث لم يسمع باسمه ، وإن عرف إسم أبيه ، حتى اتفق توفيق ذلك السيد النجيب ، وهو السيد جواد الطباطبائي [١] ـ شقيق بحر العلوم خاله العلّامة ، السيد محمد مهدي الطباطبائي (أعلى الله مقامه) ، لتقبيل تراب أبي تراب ، وزيارة والد الأئمة الأطياب في بلاد النجف الغروي ، فلمّا اتصل بهم ودخل على أخته ، وهي جدّة السيد (نوّر الله مرقده) ، أخذ يحدّثها عمّا شاهده في المنام ، وسألها عن وجود الغلام ، فما استتمّ الحديث معها ، إذ دخل عليه مع جماعة من أقرانه وأخوته وأولاد أعمامه ، فنظر إليهم فعرفه من بين الجميع ، وناداه باسمه.

وكان ذلك من أعظم الشواهد على ما ادّعاه ، وهذه من أقل عطاياه ، كما قال تعالى : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)[٢].

ولا شكّ أنّ رياضة النفس ترتقي بصاحبها إلى حظيرة القدس ، وتجريدها عن الشهوات الدنيوية يبلغ به أعلى المنازل الأخروية. وغير عجيب أن ينال المرء على حداثة سنّه غايته ، فالله أعلم حيث يجعل رسالته.


[١] السيد جواد الطباطبائي من العلماء ذوي النفوذ بمدينة بروجرد ، وهو جدّ المجتهد السيد حسين البروجردي المتوفى سنة ١٣٨٠ ه‌ / ١٩٦١ م. توفي السيد جواد سنة ١٢٤٢ ه‌ / ١٨٢٧ م.

[٢] سورة العنكبوت ، الآية : ٦٩.

اسم الکتاب : كتاب المزار المؤلف : القزويني، السيد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست