responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل مصر المحروسة المؤلف : ابن الكندي    الجزء : 1  صفحة : 3

فضل مصر على غيرها

فأقول : فضل الله مصر على سائر البلدان ، كما فضل بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض ، والفضل على ضربين : في دين أو دنيا ، أو فيهما جميعا ، وقد فضل الله مصر وشهد لها في كتابه بالكرم وعظم المترلة وذكرها باسمها وخصها دون غيرها ، وكرر ذكرها ، وأبان فضلها في آيات من القرآن العظيم ، تنبئ عن مصر وأحوالها ، وأحوال الأنبياء بها ، والأمم الخالية والملوك الماضية ، والآيات البينات ، يشهد لها بذلك القرآن ، وكفى به شهيدا ، ومع ذلك روى عن النبي 6 في مصر وفي عجمها خاصة وذكره لقرابته ورحمهم ومباركته عليهم وعلى بلدهم وحثه على برهم ما لم يرو عنه في قوم من العجم غيرهم ، وسنذكر ذلك إن شاء الله في موضعه مع ما خصها الله به من الخصب والفضل وما أنزل فيها من البركات وأخرج منها من الأنبياء والعلماء والحكماء والخواص والملوك والعجائب بما لم يخصص الله به بلدا غيرها ، ولا أرضا سواها ، فإن ثرب علينا مثرب بذكر الحرمين ، أو شنع مشنع ، فللحرمين فضلهما الذي لا يدفع ، وما خصهما الله به مما لا ينكر من موضع بيته الحرام ، وقبر نبيه عليه الصلاة والسلام ، وليس ما فضلهما الله به بباخس فضل مصر ولا بناقص مترلتها ، وإن منافعها في الحرمين لبينة لأنها تميرهما بطعامها وخصبها وكسوتها وسائر مرافقها ، فلها بذلك فضل كبير ، ومع ذلك فإنها تطعم أهل الدنيا ممن يرد إليها من الحاج طول مقامهم يأكلون ويتزودون من طعامها من أقصى جنوب الأرض وشمالها ممن كان من المسلمين في بلاد الهند والأندلس وما بينهما ، لا ينكر هذا منكر ، ولا يدفعه دافع ، وكفى بذلك فضلا وبركة في دين ودنيا.

ذكر ما ورد في فضل مصر

فأما ما ذكره الله عزوجل في كتابه مما اختصرناه من ذكر مصر. فقول الله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) وما ذكره الله عزوجل حكاية عن قول يوسف : (ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين) وقال عزوجل : (اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ) وقال تعالى : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال بعض المفسرين : هي مصر.

وقال بعض علماء مصر : هي البهنسا. وقبط مصر مجمعون على أن المسيح عيسى بن مريم وأمه 8 كانا بالبهنسا وانتقلا عنها إلى القدس.

وقال بعض المفسرين : الربوة دمشق ، والله أعلم.

اسم الکتاب : فضائل مصر المحروسة المؤلف : ابن الكندي    الجزء : 1  صفحة : 3
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست