قال أبو الوليد : [ذرع طواف سبع بالكعبة] ثمانمائة وستة وثلاثون ذراعا وعشرون إصبعا ، ومن المقام إلى الصفا مائتا ذراع وسبعة وسبعون ذراعا ، ومن الصفا إلى المروة طواف واحد سبعمائة وستة وستون ذراعا ونصف ، يكون سبع بينهما خمسة آلاف وثلاثمائة ذراع وخمسة وستون ذراعا ونصفا [١].
ذكر بناء درج الصفا والمروة
قال أبو الوليد : حدثنى جدى أحمد بن محمد ، قال : كان الصفا والمروة يسند فيهما من سعى بينهما ، ولم يكن بينهما بناء ولا درج ، حتى كان عبد الصمد بن على فى خلافة أبى جعفر المنصور فبنى درجهما التى هى اليوم درجهما [٢].
ذكر الحرم وكيف حرم
عن وهب بن منبه أن آدم 7 اشتد بكاؤه وحزنه لما كان من عظيم المصيبة ، حتى إن كانت الملائكة لتحزن لحزنه ولتبكى لبكائه ، فعزاه الله بخيمة من خيام الجنة وضعها بمكة فى موضع الكعبة قبل أن تكون ، وتلك الخيمة ياقوتة حمراء من يواقيت الجنة ، وفيها ثلاثة قناديل من ذهب من تبر الجنة يلتهب [فيها نور] من نور الجنة ، فكان ضوء ذلك النور ينتهى إلى موضع الحرم ، فلما سار آدم 7 [إلى] مكة حرسه الله وحرس تلك الخيمة بالملائكة ، فكانوا يقفون على مواقع أنصاب الحرم يحرسونه ويزودون عنه سكان الأرض ، وسكانها يومئذ الجن والشياطين ، فلا ينبغى لهم أن ينظروا إلى شىء من الجنة ، لأن من نظر إلى شىء منها وجبت له ، والأرض يومئذ نقية [٣] طاهرة طيبة ، لم تنجس ، ولم تسفك فيها الدماء ، ولم يعمل فيها بالخطايا ، فلذلك جعلها الله سبحانه يومئذ مستقرّا لملائكته ،