بايا على مازونة وتلمسان فهو أول من جمعت له الإيالة الغربية بتمامها سنة ثمانية وتسعين وألف [١] ونقل كرسي المملكة من مازونة وتلمسان معا للقلعة ، ثم للمعسكر ، وجعلها قاعدته لكونها وسطا بين مازونة وتلمسان. ولما غزى وهران وأمدّه الباشا السيد محمد بكداش بالجيوش العديدة لنظر وزيره أوزن حسن وفتحها عنوة صبيحة يوم الجمعة السادس والعشرين من شوال سنة تسعة عشر ومائة وألف [٢] نقل كرسي المملكة من المعسكر لوهران فسكنها بأهله وجعلها قاعدة ملكه. وبنا (كذا) بها وقيل بمستغانيم قبّة جليلة وروضة جميلة ، في آخر (كذا) شعبان سنة ست وعشرين ومائة وألف وحبّسها للدفن على عقبه وعقب عقبه وكتب فيها اسمه وتاريخ بنائها وتحبيسها بما نصّه : حبّس هذه القبّة المباركة والروضة المرونقة أمير المؤمنين ، العاشق المحب في سيد المرسلين ، الباي مصطفى بن يوسف محي الدين رزقه الله كمال اليقين ، وأفاض عليه من كرامة الصالحين ، آمين يا رب العالمين على عقبه وعقب عقبه بأن لا يدفن فيها غيرهم ومن بدّل أو غيّر فالله حسبه ويتولى الانتقام منه وأتممت وكملت هذه القبّة على يد المعلم أسطى أحمد أعراب الجزائري بتاريخ أواخر شهر الله شعبان عام ستة وعشرين / ومائة وألف ثم هاتين البيتين من الرجز :
يا داخل القبّة الله يرعاك
أبشر بما ترجه من خير مولاك
وكتب لهذه الأسطار
أسطى أحمد صفه بالنجّار
وعلى القول بأنه بناها بمستغانيم فهي التي بمدينة المطمر من مستغانيم وهي التي دفن بها لما مات. ثم بنا (كذا) الأقواس التي بالبلانصة من وهران وكتب عليها اسمه وتاريخ البناء بما نصّه : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيء بعده ، أمر ببناء هذه الأقواس المجاهد في سبيل الله السيد مصطفى ابن يوسف عام ثمانية وثلاثين ومائة وألف [٣] ولما دخل وهران بقي بها إلى