responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سامرّاء دراسة في النشاة والبنية السكانية المؤلف : د. صالح أحمد العلي    الجزء : 1  صفحة : 47

هؤلاء الأعاجم العربية بعد اعتناقهم الإسلام وخدمتهم له ، وبذلك أصبحت النسبة إلى المدن والأقاليم في خراسان وما وراء النهر تشمل العرب والأعاجم ولا يميّز بينهما إلا التأكيد على ذكر العشيرة التي ينتمي إليها الفرد ، علما بأن كثيرا من الأعاجم نسبوا إلى العشائر العربية بالولاء.

ولما أسّس أبو جعفر المنصور بغداد أوطنها كثيرا من أهل خراسان ، وكانت قطائعهم بأسماء المدن التي جاءوا منها وبأسماء رؤسائهم. ويتبين من دراسة خطط بغداد أن أصحاب القطائع الخراسانيين كانوا من مرو ، ومرو الروذ ، وبلخ ، وخوارزم ، وفارياب ، وبغشور ، وأهل ما وراء النهر من البخارية ، والصغد ، والصامغان ، والفارياب ، والفراغنة [١].

وتطلبت تطورات الأحوال أن يستخدم العباسيون في جيشهم رجالا من غير الخراسانيين ، وتكشف دراسة خطط بغداد أن المنصور وضع أكثر من قطائع لقادة عرب من غير أهل خراسان ، كما كان في الجيش حتى زمن الأمين مجموعات من الأبناء ، والأفارقة ، والأعراب ، والأتراك.

أصيب الجيش العباسي في بغداد بضربة قاصمة عندما اندحر قائدة علي بن عيسى بن ماهان وتشتت جيشه ، واعتمد الأمين في دفاعه عن بغداد على قوات «الميليشيا» من الأهالي الذين استطاعوا الدفاع عن مدينتهم بوجه قوات المأمون ، ولم يفلح طاهر بن الحسين بالقضاء على الأمين إلا بعد لجوئه إلى الحصار الاقتصادي.

ولا بدّ أن عددا من هؤلاء الترك قد شغلوا مناصب في إدارة الدولة ، وذكرت المصادر منهم حماد التركي ، الذي كان من المقربين في بلاط المنصور [٢] وولاه المدائن [٣] ، ثم تعديل السواد [٤] ، وهو عمل يتطلب اطّلاعا على أحوال الإدارة المالية ودواوينها.


[١] انظر تفاصيل أوفى في كتابنا «بغداد مدينة السلام».

[٢] الطبري ٣ / ٢٧٦ ، ٢٤٩ ، ٤٤٣.

[٣] أنساب الأشراف ٣ / ٢٦٤.

[٤] الوزراء للجهشياري ١٣٤.

اسم الکتاب : سامرّاء دراسة في النشاة والبنية السكانية المؤلف : د. صالح أحمد العلي    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست