responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سامرّاء دراسة في النشاة والبنية السكانية المؤلف : د. صالح أحمد العلي    الجزء : 1  صفحة : 38

احتفظ المعتصم بعلاقة طيبة مع المأمون لدى عودته إلى بغداد ، ولم يذكر له إسهام في النشاطات السياسية والفكرية ببغداد ، مما يدل على أنه قصر اهتمامه على الحياة العسكرية ، ولعل هذا ما دفع المأمون إلى تقريبه والإفادة منه في إعادة بناء الجيش في بغداد الذي كان قد تصدع إثر الحرب بين الأمين والمأمون ، وبذلك تعززت مكانته ، وكان هو والعباس بن المأمون أبرز المقرّبين للمأمون من رجال الأسرة العباسية.

وفي سنة ٢١٣ ولّاه المأمون بلاد الشام ومصر ، كما ولّى ابنه العباس الجزيرة الفراتية ، وكانت مصر تواجه اضطرابات استطاع أن يقضي عليها ، ووجّهه في حملات على بلاد الروم ، وكانت تربطه بالعباس بن المأمون علاقة طيبة ، فلم يذكر خبر تنافس بينهما ، وظلت ولاية المعتصم على مصر سنتين ولكنه لم يقم خلالهما في مصر أكثر من ستة أشهر وخلّف في المدة الباقية إدارتها إلى أشخاص آخرين اختارهم [١]. غير أن المعتصم كان يتميز بكبر سنه وكانت تتبعه قوة عسكرية تركية قوامها ثلاثة آلاف رجل.

احتفظ المعتصم بالسمة العسكرية التي ميّزته ، وكان أنموذج الفارس الباسل ، فهو من رجال السيف بعيدا عن رجال القلم من الأدباء والكتّاب ورجال الإدارة المدنية ، وكان معروفا بالقوة البدنية.

رافق المعتصم المأمون في رحلته إلى بلاد الشام وشارك في الحملة التي قادها المأمون سنة ٢١٨ على الروم وأحرز انتصارات ، غير أن المأمون مرض وأدرك أن منيته عاجلة فعيّن المعتصم وليّا للعهد ولم يعيّن ابنه العباس الذي كان يرافقه ويشارك في قيادة الجيش ، ولا بدّ أن المأمون عندما اتخذ هذا القرآن كان واقعا تحت تأثير أحوال الحملة ومتطلباتها العسكرية ، فاختار أخاه المعتصم الذي يتميز بالشجاعة وأشهد على ذلك من معه من القضاة والفقهاء والقوّاد وبحضور ابنه العباس ، وكان تعيينه لولاية العهد مفاجأة دون تمهيد مسبق كما كان الأمر معمولا به في زمن الأمويين والعباسيين. وقد تولّى المعتصم الخلافة


[١] الطبري ٣ / ٩٩٣ ، ١١٠٥.

اسم الکتاب : سامرّاء دراسة في النشاة والبنية السكانية المؤلف : د. صالح أحمد العلي    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست